تؤكد دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال مواقفها وتحركاتها الدبلوماسية المتواصلة، التزامها العميق بدعم الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.
وجسّد الحراك الإماراتي لحل الأزمة الإيرانية الإسرائيلية مؤخرًا نموذجًا واضحًا لهذا الالتزام، حيث رسخت الإمارات نفسها كقوة دبلوماسية تسعى إلى تهدئة التوترات وتفادي التصعيد، بما يضمن الاستقرار الإقليمي ويحفظ مصالح ومكتسبات الشعوب، من خلال توجيه مسارات الأزمات نحو حلول سياسية، قائمة على التهدئة والتفاهم واحترام السيادة الوطنية.
تنطلق السياسة الخارجية الإماراتية من جملة من المبادئ الراسخة التي توجّه سلوكها في الساحة الدولية. في مقدمة هذه المبادئ، إيمان راسخ بضرورة إيجاد حلول دبلوماسية وسلمية للصراعات القائمة، بعيدًا عن العنف والتصعيد.
فالإمارات ترى أن الحوار والتفاوض، وليس الصدام، هما السبيل الأمثل لحل الخلافات، سواء كانت ثنائية أو متعددة الأطراف، خصوصًا لو كان أحد أطرافها عربيًا أو خليجيًا.
ويُعتبر احترام سيادة الدول والتمسك بالقانون الدولي من الثوابت الأساسية التي تحرص عليها الإمارات في تعاملها مع الأزمات. فهي تؤمن أن أي تدخل خارجي أو تجاوز للسيادة لا يسهم إلا في تعقيد المشهد، ويهدد الأمن الجماعي.
ولهذا، تشدد دائمًا على ضرورة احترام الحدود، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وإحلال الصراعات بفرص للتعاون والتنمية المشتركة.
كما تواصل الإمارات، من خلال مبادراتها المختلفة، العمل على منع الأزمات قبل وقوعها، ومعالجة مسببات التوترات من جذورها. وهي تركز بشكل خاص على تعزيز مقاربات الحوار والمصالحة، وتوفير منصات للتفاهم بين الأطراف المتنازعة.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل الدور الإماراتي في تعزيز التعاون الدولي، سواء في المجال الأمني أو الإنساني أو التنموي. فالإمارات تدرك أن التحديات التي تواجه العالم اليوم — من نزاعات مسلحة إلى تغيّر مناخي إلى أزمات اقتصادية — لا يمكن التعامل معها بشكل فردي أو عبر سياسات انعزالية. ولهذا، تعمل على بناء جسور التعاون مع مختلف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وهذا التوجه الإماراتي ليس وليد لحظة آنية، بل هو جزء من نهج مستمر بدأ منذ تأسيس الدولة، وتجلى في مواقفها من قضايا عديدة، منها النزاعات في اليمن، وليبيا، والسودان، وسوريا، وغيرها. وتحرص الإمارات على أن تبقى صوت العقل والتوازن في المنطقة، مدركة أن الأمن الحقيقي لا يتحقق إلا حين تنعم الشعوب بالسلام، وحين تسود قيم العدالة والاحترام المتبادل.
خلاصة القول، إن الدور الإماراتي في دعم الأمن والسلم الدوليين، كما تجلى في الأزمة الإيرانية الإسرائيلية وغيرها من القضايا، يعكس تحوّل الدولة إلى لاعب دبلوماسي مؤثر، يتمتع برؤية استراتيجية، وأدوات فعالة، وقدرة على التحرك بهدوء وثقة نحو حلول عادلة ومستدامة. وهو دور بات يحظى بتقدير متزايد في المحافل الدولية، كونه يستند إلى مبادئ راسخة وممارسات عملية تعكس المسؤولية والحكمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة