المبعوثة الأممية لليبيا أمام مجلس الأمن.. خارطة طريق ودعم دولي للحل

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



حراك دولي تقوده مبعوثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتحريك الجمود السياسي الحاد الذي تعانيه البلاد، في ظل تعمّق الانقسام، ووجود حكومتين متوازيتين، واشتباكات عنيفة بين المليشيات في العاصمة.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمتابعة مستجدات الوضع الليبي، بعد أيام من انعقاد مؤتمر «برلين 3» حول ليبيا.

اشتباكات طرابلس

واستعرضت المبعوثة الأممية هانا تيتيه أمام مجلس الأمن تطورات الوضع، مؤكدة أن الاشتباكات في طرابلس خلّفت العديد من الخسائر البشرية والمادية، وأن الوضع القائم غير مستدام، مشددة على ضرورة إحياء العملية السياسية بقيادة البعثة الأممية.

وأشارت إلى أن أداء الحكومة في طرابلس بات يهدد بإشعال توتر داخلي بين مدن غربي ليبيا، مما يهدد النسيج الاجتماعي ويزيد من احتمالات التصعيد. وأضافت أن العديد من الليبيين يشعرون بخيبة أمل إزاء تكرار الفترات الانتقالية، وهناك رغبة متزايدة في التقدم نحو عملية سياسية حقيقية.

خارطة طريق

ولفتت تيتيه إلى نية البعثة الأممية تقديم خارطة طريق ذات إطار زمني واضح وطابع عملي، تعكس تطلعات الشعب الليبي. وشددت على ضرورة تحلي الأطراف السياسية بالإرادة لتقديم التنازلات والانخراط الجاد في العملية السياسية، مؤكدة أن المظاهرات الأخيرة في طرابلس عكست انعدام الثقة بين الحكومة والشعب.

الدعم الدولي

وأكدت المبعوثة الأممية أن الدعم الدولي لا غنى عنه، وأن ليبيا تقف على أعتاب تحولات مفصلية في مسار انتخاب حكومة قادرة على إعادة بناء مؤسسات الدولة. وأشارت إلى أن مؤتمر برلين شكّل نقلة نوعية في تنسيق وتعزيز الدعم الدولي للعملية السياسية.

كما لفتت إلى أن ليبيا اليوم تقف عند مفترق طرق نحو تحقيق هدفها الأسمى في بناء ديمقراطية حقيقية، وانتخاب حكومة موحدة، خاصة في ظل هشاشة الهدنة في طرابلس والتدهور الأمني غير المتوقع.

المبعوثة الأممية هانا تيتيه

اللجنة الاستشارية

وأكد مندوبو الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خلال مداخلاتهم، ضرورة تحريك العملية السياسية ودعم جهود البعثة الأممية واللجنة الاستشارية في هذا الإطار.

وأعربت المندوبة البريطانية باربرا وودوارد عن ترحيبها بجهود اللجنة والبعثة في إعداد خارطة طريق سياسية، معربة عن قلقها الشديد إزاء الاشتباكات المسلحة الأخيرة في طرابلس، ومشددة على أهمية تمكين الشعب الليبي من إجراء انتخابات وطنية ذات مصداقية.

استقلال المؤسسات

من جانبها، شددت ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن على أن مؤتمر برلين شكّل فرصة نادرة للمجتمع الدولي لإظهار دعمه لعملية سياسية بقيادة وملكية ليبية، مشيرة إلى أن استقلال المؤسسات السيادية، وعلى رأسها المصرف المركزي ومؤسسة النفط الوطنية، أمر بالغ الأهمية لضمان الاستقرار في ليبيا.

المبعوثة الأممية هانا تيتيه

مفتاح الاستقرار

وأكد مندوب الصين أن النهوض بالعملية السياسية في ليبيا يمثل مفتاحًا للاستقرار في المنطقة، مرحبًا بجهود البعثة الأممية، وحاثًا كافة الأطراف الليبية على تعزيز الحوار والتواصل، ووضع ترتيبات أمنية فعالة لتفادي العودة إلى النزاع المسلح. كما أشار إلى أن التحديات الاقتصادية، ومنها انهيار العملة، تؤثر بشكل مباشر على استقرار البلاد.

آفاق الانتخابات

وفي السياق ذاته، قال مندوب روسيا إن التطورات الأخيرة تؤكد استمرار الجمود السياسي في ليبيا، وتقلص آفاق تنظيم انتخابات عامة، معتبرًا أن غياب التوافق بين الأطراف الليبية يؤدي إلى تدهور اقتصادي وأمني متزايد. ولفت إلى أن الاشتباكات الأخيرة في مايو الماضي كانت مؤشرًا خطيرًا على هشاشة الوضع الأمني.

توحيد المؤسسة العسكرية

أما مندوبة فرنسا، فقد شددت على هشاشة الهدنة في طرابلس، داعية جميع الأطراف إلى احترامها والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. وأكدت على ضرورة إطلاق عملية سياسية واضحة، وتحديد جدول زمني محدد، إلى جانب أهمية توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية وتنفيذ خطة شاملة لنزع سلاح المليشيات.

عملية سياسية بقيادة ليبية

بدوره، شدد مندوب الجزائر، عمار بن جامع، على أهمية إجراء عملية سياسية بقيادة ليبية، بدعم من الأمم المتحدة، تؤدي إلى انتخابات شاملة وتشكيل حكومة موحدة. كما دعا إلى تنفيذ إصلاحات لتعزيز الصندوق السيادي الليبي، مطالبًا بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد فورًا، دون شروط.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً