رصد باحثون جينات مقاومة لأحد أقوى المضادات الحيوية في العالم، كوليستين، داخل بكتيريا عُثر عليها في مأكولات بحرية مستوردة.
وخلال مشاركته في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأحياء الدقيقة في لوس أنجلوس، استعرض الدكتور عصمت قاسم، أستاذ الميكروبيولوجيا بجامعة جورجيا الأمريكية، تفاصيل هذا الاكتشاف المثير للقلق، والذي ستنشر تفاصيله أيضًا في دورية mSphere العلمية.
وأشار قاسم إلى أن فريقه تمكّن لأول مرة من عزل جينات مقاومة للكوليستين في عينات من الجمبري والمحار المستورد، محذرًا من أن هذه الجينات قد تكون محمولة على “بلازميدات”، وهي دوائر جينية صغيرة يمكن أن تنتقل من بكتيريا لأخرى، ما يزيد من سرعة انتشار المقاومة.
وقال قاسم: “الكثيرون لا يعلمون أن نحو 90% من الجمبري الذي يُستهلك في الولايات المتحدة مستورد من الخارج، ورغم خضوع المأكولات البحرية للفحص، إلا أن جينات مقاومة المضادات الحيوية غالبا ما تفلت من الرقابة”.
وتكمن خطورة هذه الجينات في أنها تقوض فاعلية مضاد الكوليستين، الذي يُعتبر “الملاذ الأخير” لعلاج العدوى البكتيرية الخطيرة المقاومة للأدوية الأخرى. ورغم توقف استخدام هذا المضاد في الولايات المتحدة خلال الثمانينيات بسبب آثاره الجانبية على الأعصاب والكلى، فقد أُعيد اعتماده لاحقا نظرا لندرته وفعاليته.
وأضاف الباحث أن المشكلة لا تقف عند حدود المأكولات البحرية، بل تتسع بسبب العولمة وتداخل سلاسل الإمداد الغذائي عالميا، حيث تتفاوت الرقابة على استخدام المضادات الحيوية في الإنتاج الحيواني من دولة لأخرى.
وأكد قاسم أن الاكتشاف يسلط الضوء على أهمية تكثيف المراقبة الدولية لمقاومة المضادات، وتوسيع نطاق التعاون العلمي للحد من انتشارها، قائلًا: “نعيش في عالم مترابط، طعامنا يسافر، ونحن نسافر، ومعنا تنتقل هذه الجينات الخطيرة عبر الحدود”.
واختتم حديثه: “ما نراه على أطباقنا قد يحمل ما هو أكثر من مجرد طعام شهي، إنه خطر غير مرئي قد يعيد تشكيل معركة البشرية مع البكتيريا”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز