الإعلام الوطني في زمن الحروب المجاورة.. مسؤولية ووعي مشترك

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


سياسة

محمد جلال الريسي


في ظل تصاعد الأزمات الإقليمية والصراعات العسكرية، لا سيما التصعيد بين إيران وإسرائيل، تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الوطني في الدول المجاورة لتلك الصراعات، والتي لا تشارك فيها، لكنها قد تتأثر بحملات إعلامية مضادة أو محاولات الزج بها في خضم الأزمة.

في مثل هذه الظروف، يتحول الإعلام الوطني إلى جبهة دفاع أولى تتطلب المهنية والحياد والحكمة. فالمطلوب ليس مجرد نقل الأخبار، بل إدارة خطاب متزن يُرسّخ موقف الدولة الرسمي، ويجنبها التورط في الاستقطابات الحادة، ويحافظ على صورتها كدولة داعية للسلام والاستقرار.

ومن هذا المنطلق، تقع مسؤوليات كبيرة على المؤسسات الإعلامية، أبرزها الالتزام بالرواية الرسمية، وتجنب الترويج لأي معلومات غير مؤكدة، ومواجهة محاولات التضليل الإعلامي بحرفية وهدوء. كما تبرز الحاجة إلى تفعيل وحدات الرصد والتحليل الإعلامي بشكل يومي، والتنسيق مع الجهات المعنية لتفنيد أي حملات تستهدف الدولة، بشكل مباشر أو غير مباشر.

وفي المقابل، لا يقل دور الجمهور أهمية، إذ يُعد جزءًا أساسيًا من المعادلة الوطنية في الحفاظ على وحدة الصف الداخلي. فالتعامل الواعي مع الأخبار، وعدم الانسياق خلف الشائعات، والامتناع عن إعادة نشر المواد التحريضية أو غير المؤكدة، كلها ممارسات ضرورية تعكس عمق الانتماء والمسؤولية.

ولتعزيز هذا الوعي، يُستحسن تكثيف الرسائل التوعوية عبر الإعلام الرسمي ومنصات التواصل، لتذكير الجمهور بأن الأمن والاستقرار مسؤولية جماعية، وأن الحفاظ عليهما واجب مشترك لكل من يعيش على أرض الدولة. كما أن الاتزان في الخطاب يُعد سلاحًا ناعمًا يعزز الثقة الدولية، ويحول دون استدراج الدولة إلى معارك إعلامية خاسرة.

في زمن تتسابق فيه الروايات وتتداخل فيه المصالح، يظل الإعلام الواعي صوت العقل، ويبقى وعي الجمهور هو الحصن الحصين لسلامة الداخل واستقرار الموقف.

مقالات ذات صلة

الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة



‫0 تعليق

اترك تعليقاً