في مواجهة خطر الاحترار العالمي، حذّرت دراسات حديثة من تأثر الأنهار الجليدية بصورة أكبر من الجبال الجليدية بفعل التغيرات المناخية.
في عام 2018، أصدرت “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ” (IPCC) تقرير “الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية”، وفيه تناولت السيناريوهات المحتملة عند ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة. ومن أبرز السيناريوهات، ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد. وقبل ذلك، في عام 2015، خرج “اتفاق باريس” عن مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الحادية والعشرين في باريس بفرنسا. ووضع في المادة رقم 2 هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين والأفضل عند 1.5 درجة مئوية بحلول 2030.
وبالفعل أجرت مجموعة بحثية دولية دراسة لتقدير الكتلة الجليدية المفقودة من الأنهار الجليدية إذا تجاوزنا عتبة 1.5 درجة مئوية، وخلصوا إلى انخفاض كتلة الأنهار الجليدية العالمية بنسبة تُقدر بنحو 39% مقارنة بمستويات عام 2020، ما يتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر إلى أكثر من 10 سنتيمترات، لكن إذا نجح البشر في الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، سيكون من الممكن الحفاظ على 54% من كتلة تلك الأنهار. ونشر الباحثون دراستهم في دورية “ساينس” (Science) في 29 مايو/أيار 2025.
تقييم
أجرى الباحثون محاكاة لتطور الأنهار الجليدية العالمية على مدار عدة قرون؛ مستخدمين 8 نماذج للأنهار الجليدية، ما يسمح لها بتحقيق التوازن مع المناخ في ظل سيناريوهات مختلفة لدرجات الحرارة العالمية الثابتة. ومن خلال تلك المحاكاة، حسبوا احتمالات فقدان الجليد لأكثر من 200 ألف نهر جليدي خارج القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند.
فقدان
وجد الباحثون أنّ الأنهار الجليدية تفقد كتلتها بسرعة على مدى عقود في جميع السيناريوهات، بعد ذلك يستمر ذوبانها لكن بوتيرة أبطأ لقرون حتى في حال عدم ارتفاع درجات الحرارة. وهذا يعني أنّ الأنهار الجليدية تبدي استجابة طويلة المدى لارتفاع درجات الحرارة.
يرى مؤلفو الدراسة ضرورة بالغة في الحد من الاحتباس الحراري؛ فذوبان الأنهار الجليدية يساهم بصورة كبيرة في ارتفاع مستوى سطح البحر، ويهدد توافر المياه العذبة ويزيد من المخاطر المرتبطة كالفيضانات والانهيارات الجليدية، ما يهدد اقتصادات السياحة التي تغذيها الأنهار وغيرهم من القطاعات.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز
