تشهد المنطقة توترًا إقليميًا حادًا بعد تنفيذ الولايات المتحدة ضربة جوية واسعة استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو، ونطنز، وأصفهان، في تطور خطير على مستوى التصعيد بين واشنطن وطهران، وسط صمت إسرائيلي وترقب دولي.
فوردو.. منشأة تحت الأرض تثير القلق
أثارت الضربة التي طالت منشأة “فوردو” مخاوف متزايدة من احتمال تسرب مواد مشعة قد تتسبب بأضرار بيئية وصحية، خصوصًا وأن المنشأة تقع قرب مدينة قم وعلى عمق نحو 90 مترًا تحت سطح الأرض، ما يجعلها محصنة ضد أغلب أنواع القصف الجوي التقليدي.
B-2 الشبحية وقنبلة خارقة للتحصينات
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، شاركت في الضربة الجوية ست قاذفات أمريكية من طراز B-2 الشبحية، التي تُعد الوحيدة القادرة على التسلل إلى الأجواء الإيرانية دون كشفها، وحملت قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق المنشآت النووية المحصنة مثل “فوردو”.
هدف الضربة.. تدمير شامل
وكشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن الهدف الأساسي من الضربة كان تدمير منشأة “فوردو” بالكامل، بما في ذلك بنيتها التحتية، أجهزة الطرد المركزي، والمخزون الموجود من اليورانيوم المخصب.
اليورانيوم في فوردو.. واستخداماته
يُعد اليورانيوم المخصب المادة الأساسية داخل “فوردو”، ويُستخدم بدرجات تخصيب مختلفة؛ بين 3% إلى 5% للأغراض المدنية، بينما تُعد النسب الأعلى (60%-90%) مناسبة للاستخدام العسكري وصناعة الأسلحة النووية.
هل القصف قد يؤدي لانفجار نووي؟
بحسب “معاريف”، لا يؤدي وجود اليورانيوم وحده إلى انفجار نووي، إذ يتطلب ذلك سلسلة من الأجهزة المعقدة والمتفجرات الخاصة بالانشطار النووي، وهي غير متوفرة داخل “فوردو”.
وبالتالي، فإن القصف لا يمكن أن يُحدث انفجارًا نوويًا أو يُنتج سحابة فطرية مشابهة للتفجيرات النووية.
الخطر الأكبر.. انتشار مواد مشعة
القلق الحقيقي يتمثل في احتمال إصابة القنابل لمخازن تحتوي على يورانيوم مخصب، ما قد يؤدي إلى تسرب جزيئات مشعة في الهواء، ووصولها إلى التربة أو مصادر المياه، ما يعرض السكان القريبين لمخاطر إشعاعية عبر الاستنشاق أو التماس المباشر.
الأضرار الصحية المحتملة
يمكن أن يتسبب التعرض للإشعاع الناتج عن تسرب نووي محتمل في أمراض خطيرة، مثل السرطان، خلل في وظائف الكلى، ضعف الجهاز المناعي، ومضاعفات صحية أخرى على المدى الطويل.
مدى التأثير على المدن الكبرى
تبعد منشأة “فوردو” عدة كيلومترات عن مدينتي قم وطهران.
وفي الظروف الجوية المستقرة، لا يُتوقع أن تصل الجزيئات المشعة إلى تلك المدن.
ومع ذلك، فإن الرياح القوية أو العواصف قد تنقل المواد المشعة لمسافات أطول، مما يزيد احتمالية الخطر على نطاق أوسع من المتوقع.