حددت محكمة جنايات الزقازيق بمحافظة الشرقية، جلسة 12 يوليو 2025 لنظر أولى جلسات محاكمة طالبين من المعهد التكنولوجي بمدينة العاشر من رمضان، متهمين بقتل زميلهما عمدًا مع سبق الإصرار.
الجريمة داخل أسوار التعليم
الجريمة وقعت في محيط المعهد التكنولوجي بالعاشر من رمضان، حين لقي الطالب “خالد عطية عبدالعزيز” مصرعه بعد تعرضه لاعتداء مباشر من زميليه “أحمد م. ف” (19 عامًا) و”عبدالله م. ع” (20 عامًا)، عقب نهاية إحدى لجان الامتحانات.
حسب ما جاء في تحقيقات النيابة العامة، فإن الجناة خططا للجريمة مسبقًا، حيث بيّتا النية وعقدا العزم على قتل زميلهما، مستغلين نهاية الامتحان كفرصة لتنفيذ مخططهما.
أدوات القتل: مطواة وقلم
أفادت التحقيقات أن المتهم الأول كان يحمل سلاحًا أبيضًا (مطواة قرن غزال)، طعن به المجني عليه في صدره، بينما استخدم المتهم الثاني “قلمًا معدنيًا حادًا” وسدد به ضربة إلى عنق المجني عليه.
وأشارت التقارير الطبية إلى أن الإصابات كانت قاتلة، وأدت إلى وفاة الطالب في الحال.
وصف الجريمة
وصفت النيابة الجريمة بأنها “قتل عمد مع سبق الإصرار”، مشيرة إلى أن المتهمين أقدما على فعلتهما بدافع الانتقام من خلافات سابقة بينهم وبين المجني عليه، معتبرة أن الشيطان قد استحوذ على عقولهم، فغابت عنهم البصيرة الإنسانية والأخلاقية.
النيابة تُحيل.. والمحكمة تُمهّد
أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات الزقازيق، التي حددت جلسة 12 يوليو المقبل لبدء محاكمتهما بتهمة القتل العمد. ومن المتوقع أن تستمع المحكمة في جلستها الأولى إلى أقوال الشهود، ونتائج الطب الشرعي، وأقوال المتهمين ومحاميهم.
أصداء الجريمة: صدمة طلابية وغضب مجتمعي
أثارت الواقعة حالة من الذهول والحزن داخل المعهد التكنولوجي وبين أوساط الطلاب، حيث تحولت بيئة التعليم إلى ساحة للدم. عدد من زملاء المجني عليه أعربوا عن صدمتهم، واعتبروا أن الجريمة لم تكن مجرد شجار بل “قتل بدم بارد”.
بينما طالب أولياء الأمور بضرورة تعزيز التوعية داخل المؤسسات التعليمية، والاهتمام بالجانب النفسي للطلاب، وتفعيل برامج مكافحة العنف والعدوان بين المراهقين والشباب.
رأي قانوني: القضية “ثقيلة”
يقول المستشار القانوني محمد المحلاوى إن التوصيف القانوني الوارد في أمر الإحالة يجعل الجريمة في دائرة القتل العمد مع سبق الإصرار، وهي من أشد الجرائم في القانون المصري، وعقوبتها تتراوح ما بين السجن المؤبد والإعدام، وضيف “إذا ثبت للمحكمة أن هناك تخطيطًا واضحًا للجريمة، وأدلة دامغة على تعمد القتل، فإن العقوبة قد تكون الإعدام شنقًا، خاصة إذا لم يقدم الدفاع ما يخفف من الجريمة أو يشكك في القصد الجنائي.”
الختام: دموع في القاعة وانتظار للحكم
قضية خالد عطية ليست مجرد جريمة قتل، بل قصة مأساوية لثلاثة طلاب كانت أحلامهم تبدأ، فانتهى الأمر بأحدهم إلى القبر، واثنين خلف القضبان.
ومع اقتراب يوم 12 يوليو، تتجه الأنظار إلى قاعة المحكمة، حيث ستبدأ أولى فصول العدالة، في قضية تُعد من أبرز جرائم العنف الطلابي في السنوات الأخيرة.