قلصت أسعار النفط، مكاسبها للأسبوع الثالث تواليا، في ظل حالة من الترقب التي تسود الأسواق العالمية عقب إعلان البيت الأبيض تأجيل اتخاذ قرار بشأن تدخل الولايات المتحدة في الصراع المحتدم بين إسرائيل وإيران، ما ساهم في تهدئة المخاوف من تصعيد فوري قد يعصف بإمدادات الطاقة العالمية.
أسعار النفط اليوم
وتراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة لخام برنت عند تسوية تعاملات أمس الجمعة، بمقدار 1.84 دولار أو ما يعادل 2.33% لتسجل 77.01 دولارًا للبرميل، ورغم هذا الانخفاض فإن الخام القياسي أنهى الأسبوع على مكاسب بلغت 3.2%.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأمريكي، 21 سنتًا أو 0.28% لتبلغ 74.93 دولارًا للبرميل، بعدما لم يتم تسويتها في جلسة الخميس، بسبب عطلة في الولايات المتحدة، بينما ارتفع عقد أقرب استحقاق بنسبة 2.8% هذا الأسبوع.
عقوبات جديدة على إيران
وأفادت وزارة الخزانة الأمريكية، بفرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران، شملت كيانات في هونغ كونغ وجهات أخرى في إطار مكافحة الإرهاب، بينما استهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ما لا يقل عن 20 كيانًا وخمسة أفراد وثلاث سفن. ويشير هذا التطور إلى تبني واشنطن مسارًا دبلوماسيًا، وفق ما قاله جون كيلدوف، الشريك في “أجين كابيتال”، مضيفًا أن العقوبات “سلاح ذو حدين” وقد تكون جزءًا من محاولة للتفاوض مع طهران بعيدًا عن التصعيد العسكري المباشر.
وجاء هذا التحول بعد يوم من تصاعد التوترات الميدانية بين طهران وتل أبيب، حيث استهدفت إسرائيل مواقع نووية في إيران، التي ردت بإطلاق رشقات صاروخية وطائرات مسيرة باتجاه أهداف إسرائيلية، مما رفع أسعار النفط بنحو 3% في جلسة الخميس.
لكن حديث البيت الأبيض عن مهلة تصل إلى أسبوعين لحسم قرار التدخل الأمريكي، ساهم في تهدئة الأسواق بشكل نسبي، وسط آمال بإمكانية احتواء الموقف عبر القنوات الدبلوماسية.
مستقبل أسعار النفط
وقال فيل فلين، المحلل في “برايس فيوتشرز”، إن تصريحات واشنطن خففت من المخاوف التي كانت ترفع الأسعار، مضيفًا أن احتمال تدخل أمريكي مباشر “لا يزال قائمًا”، لكنه بات مؤجلًا، ما يمنح فرصة لخفض التصعيد.
وفي هذا السياق، أشار توني سيكامور، المحلل في “IG”، إلى أن “مهلة الأسبوعين” التي أعلن عنها الرئيس ترامب تذكّر بمواقف مماثلة في ملفات دولية أخرى، غالبًا ما مرت دون خطوات حاسمة، وهو ما قد يؤدي إلى موجات جديدة من التذبذب السعري مع استمرار القلق الجيوسياسي.
وتُعد إيران، ثالث أكبر منتج في منظمة “أوبك”، بإنتاج يومي يبلغ نحو 3.3 ملايين برميل من الخام، فيما يمر ما بين 18 إلى 21 مليون برميل من النفط يوميًا عبر مضيق هرمز الحيوي، ما يجعل أي اضطراب محتمل في هذه المنطقة مصدر قلق للأسواق العالمية.