يُنظر إلى فلوريان فيرتز، المنضم حديثًا إلى ليفربول، على أنه أحد أبرز المواهب في أوروبا ما يؤهله للنجاح في قلعة “أنفيلد”، لكن قصة الألماني قد تتخذ مسارًا آخر بالنظر إلى عدد من العوامل.
وأعلن ليفربول ضم فيرتز قادمًا من باير ليفركوزن في صفقة بلغت 150 مليون يورو، حسب التقارير الصحفية، وهي الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز “بريميرليج”.
ويرى كثيرون أن فيرتز يملك الأدوات لمساعدة فريق المدرب آرني سلوت للحفاظ على لقب البريميرليج في الموسم المقبل، ورغم هذه الإشادات، إلا أن هناك علامات استفهام حول مدى ملاءمته للفريق الأحمر في الفترة الحالية.
إليكم 5 أسباب تثير قلق مسؤولي ليفربول وتؤكد أن انضمام فيرتز يمثل مخاطرة كبيرة:
شراكة صلاح الذهبية في خطر
أثبت دومينيك سوبوسلاي خلال موسمه الأول أنه إضافة مهمة لخط وسط ليفربول، ولا يعد صانع ألعاب تقليدي، لدرجة أن جيمي كاراجر، أسطورة الفريق، وصفه بـ”اللاعب الحيوي”.
لكن بعد التعاقد مع فيرتز، سيضطر المدرب أرني سلوت لإشراكه على حساب سوبوسلاي للعب أمام أليكسيس ماك أليستر ورايان خرافنبرخ في ثلاثي خط الوسط، بالنظر إلى أرقامه الهجومية، وأيضًا بسبب المبلغ الضخم الذي أنفقه النادي.
وهنا يمكن أن نطرح سؤالًا: كيف سيتأثر محمد صلاح بفقدان شريكه المفضل في الثلث الأخير من الملعب؟
سوبوسلاي كشف مؤخرًا في تصريحات إعلامية عن علاقته القوية بصلاح داخل وخارج الملعب، مشيرًا إلى الانسجام الكبير بينهما في التحركات والتمريرات، إذ يتبادلان الأدوار في معظم الأحيان.
وما يبرهن على صحة حديث النجم المجري أنه أكثر من صنع أهدافًا لصلاح في الدوري الإنجليزي بين لاعبي ليفربول، برصيد 5 تمريرات حاسمة، حيث كانت تحركاته من اليمين إلى العمق تفتح المساحات للنجم المصري.
صحيح أن فيرتز قد يلعب كصانع ألعاب في الجهة اليسرى، ما يمنح سلوت مرونة لاستخدامه بجانب سوبوسلاي في بعض المباريات، لكن أمام الفرق الكبرى غالبًا سيتوجب الاختيار بين أحدهما.
وبالتالي قد يكون استبعاد سوبوسلاي خطوة تؤثر على مردود صلاح، الذي بلغ ذروته في الموسم المنصرم بـ57 مساهمة تهديفية بكل البطولات (سجل 34 وصنع 23).
Getty Images
ضغوط الصفقة القياسية
الصفقات ذات الأرقام الكبيرة كثيرًا ما تحيط أصحابها بهالة من التوقعات، وقد تكون عبئًا نفسيًا أكثر منها ميزة.
ورغم أن ديكلان رايس، الذي انضم إلى آرسنال مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، أثبت نفسه سريعًا فإن القاعدة لا تزال تُشير إلى معاناة الكثير من اللاعبين تحت وطأة هذا النوع من الصفقات.
هذه الأرقام الضخمة تجعل اللاعب عرضة للانتقاد عند أول إخفاق، ولا يمكن نسيان تجربة كايسيدو مع تشيلسي، حيث لم يُمنح الوقت الكافي للتأقلم، وواجه وابلًا من الانتقادات رغم مركزه الدفاعي المعقد، على عكس فيرتز، الذي سيقاس مدى نجاحه بالمساهمات الهجومية.
ويعد سيناريو فشل أنتوني مع مانشستر يونايتد مثالًا آخر على ما يمكن أن تفعله “الضغوط الرقمية” بلاعب شاب.
هل ينضم فيرتز إلى القائمة السوداء؟
صحيح أن الصفقات الكبرى في ليفربول غالبًا ما تعرف طريقها للنجاح، والدليل على ذلك نجوم مثل فيرجيل فان دايك وأليسون بيكر، لكن عندما يتعلق الأمر بقائمة أغلى اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي فإنه يحمل دلالة مقلقة.
فمنذ انتقال ريو فيرديناند إلى مانشستر يونايتد عام 2002، لم يُثبت أي لاعب نال لقب الأغلى في الدوري الإنجليزي جدارته.
فهناك أسماء لم ترتقِ للتوقعات بالنظر إلى المبالغ الضخمة، مثل إنزو فيرنانديز (106.8 مليون جنيه إسترليني إلى تشيلسي)، وجاك جريليش (100 مليون مع مانشستر سيتي)، وقبلهما بول بوجبا (89 مليون في مان يونايتد)، فرناندو توريس، وروبينيو، وأندريه شيفشينكو.
صفقة فيرتز تعيد فتح هذا الملف الأسود، الذي يشمل نجومًا سجلوا فشلًا ذريعًا، فهل ينضم إليهم النجم الألماني الشاب؟
Liverpool media
أرقام مميزة.. لكن مَن المنافس؟
أرقام فيرتز مع ليفركوزن تبدو ممتازة بالنسبة لصانع ألعاب شاب: 57 هدفًا و65 تمريرة حاسمة في 197 مباراة، أي بمعدل مساهمة كل 117 دقيقة، لكن معظم هذه الأرقام جاءت أمام خصوم متوسطين أو ضعفاء.
في المقابل، في 10 مباريات أمام بايرن ميونخ، سجل هدفًا وحيدًا وقدم تمريرة حاسمة واحدة.
أما على مستوى البطولات الأوروبية، فقد فشل في التسجيل أو الصناعة أمام الكبار: ميلان، وأتلتيكو مدريد، وإنتر ميلان، وليفربول (فريقه الجديد)، بينما اكتفى ببصمات ضد فينورد وبريست وسبارتا براج.
وفي مشاركته القارية السابقة بالدوري الأوروبي موسم 2022-2023، فشل النجم الألماني في التسجيل أو الصناعة ضد المنافس الإنجليزي الوحيد الذي واجهه، وست هام يونايتد، رغم خوضه 180 دقيقة في مباراتي الذهاب والإياب.
أين المهاجم الجديد؟
بالنظر إلى احتياجات ليفربول، فمن غير المنطقي أن ينفق النادي 150 مليون يورو لضم لاعب خط وسط، دون أن يتعاقد مع مهاجم صريح.
كما أن بطل الدوري الإنجليزي كان بإمكانه التعاقد مع لاعب وسط آخر بمبلغ أقل، مع التركيز على صفقة المهاجم، خصوصًا أن آرني سلوت يضع ألكسندر إيزاك، نجم نيوكاسل يونايتد، كأولوية.
ويرفض نيوكاسل حتى الآن التفريط في المهاجم السويدي، وبالتالي يحتاج الريدز لمبلغ ضخم من أجل إغرائه بإتمام الصفقة.
لا توجد معلومات متوفرة عن حجم ميزانية ليفربول في الميركاتو الصيفي، لكن إذا كان لا بد من الاختيار، فإن الاستثمار في مهاجم بحجم إيزاك، مع الاحتفاظ بسوبوسلاي في مركزه، يبدو خيارًا أكثر منطقية من ضخ مبلغ ضخم لشراء لاعب وسط.