دار المسنين في عدن.. 7 عقود من الخدمات الإنسانية (خاص)

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



تصنف دار المسنين في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بأنها أول دار لاستضافة ورعاية كبار السن في الجزيرة العربية، حيث تأسس عام 1953.

وما زالت الدار موجودة حتى اليوم، تقدم خدماته ورعايته تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وبدعم من رجال الأعمال والتجار وفاعلي الخير، الذين يمدونها باحتياجات نزلائه من كبار السن والعجزة.

وبالتزامن مع اليوم العالمي للوقاية من إساءة معاملة كبار السن، 15 يونيو/حزيران الجاري، تسلط “العين الإخبارية” الضوء على واقع دار المسنين العريق في عدن، والخدمات المقدمة والتحديات التي تواجهها.

لا أحد يهتم بي

تسرد النزيلة الستينية كفى عبدالسلام، قصة دخولها دار المسنين في عدن، وتقول لـ”العين الإخبارية” إن إخوانها أتوا بها إلى الدار، بعد أن تقدم بها السن وشكلت عبئا عليهم في رعايتها والاهتمام بها.

دار المسنين في عدن

وتضيف: “لم أتزوج، وندمت على ذلك وكنت أعتقد أن إنجاب الأطفال والأبناء سيساعدني عندما أكبر وسيهتمون بي، لكن تعرفي على نزيلات أتى بهنّ أولادهن إلى الدار جعلني لا أندم”.

وأشارت كفى إلى أن إنجاب الأبناء لم يساعد الآباء والأمهات الموجودين معها في الدار في الحصول على رعاية مناسبة من أبنائهم؛ ربما نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد اليوم.

العائلة الحقيقية

في المقابل، يعتقد الستيني الآخر، محمود أمان، أن دخول الدار ساهم في تحسين نفسيته ورفع معنوياته، من خلال نسج علاقات وصداقات مع زملائه النزلاء، وممارسة الأنشطة معهم.

وخلال حديثه مع “العين الإخبارية”، يرى أمان أن الجلوس مع زملائه ومشاهدة التلفزيون، أو لعب الأوراق والشطرنج والكيرم، جعل منهم عائلة حقيقية بالنسبة له، رافضا الحديث عن أبنائه الذي وضعوه في دار المسنين.

نزلاء الدار 

بحسب القائمين على الدار، فإن أعداد النزلاء تتفاوت من فترة لأخرى، فأحيانا تتزايد، وأحيانا أخرى تتناقص، تصل في متوسطها إلى نحو 70 نزيلًا ونزيلة من المسنين، غالبيتهم من الرجال الذين يكون عددهم ضعف عدد النساء ثلاث مرات تقريبا.

الدار تستقبل المسنين والعجزة ممن لا يحظون بأي رعاية أسرية، وتتراوح أعمارهم مابين 50 – 100 سنة، غير أن الحرب في اليمن أضافت أعباءً جديدة على الدار، بحسب مدير دار المسنين بعدن، علي العيدروس.

يشير العيدروس إلى أن الدار سابقا كانت مخصصة لكبار السن ممن يأتي بهم ذووهم، بالإضافة إلى المهمشين والمسنين بلا مأوى، غير أن الحرب أضافت النازحين أيضًا إلى فئاته التي يستقبلهم.

دار المسنين في عدن

وتتكون الدار من ثلاثة عنابر، اثنان منها للرجال وواحد للنساء، فضلًا عن صالات للتلفزيون والطعام وساحات خارجية يجتمعون فيها، إضافة إلى المطبخ ومكان لغسل الملابس والحمامات. 

كما تضم مزرعة تحوي أشجارًا مختلفة مثل أشجار الزيتون، الليمون الحامض والحناء، كما توجد بعض الحيوانات في المزرعة كالغزلان، الطاووس، الديك الرومي، الكناري، الدجاج، الأغنام والبط. 

أمراض مزمنة وتحديات

غالبية نزلاء الدار يعانون أمراضًا مزمنة، كالخرف والنسيان، وهذا يزيد الأعباء على إدارة الدار التي تلتزم بتقديم الرعاية الصحية في مستشفيات خاصة؛ ما يكلفها مبالغ باهظة لا تقدر عليها؛ ما يؤثر على صحة المسنين.

كما تعجز الدار عن تأمين وقود تشغيل مولد الكهرباء، خاصةً في فصل الصيف، إضافة إلى تحديات وصعوبات في شراء الأدوية والحفاظات والمواد الغذائية.

في الدار نحو 40 عاملًا وموظفًا، إداريين، مشرفين فني تمريض، صيدلي، عمال نظافة، غسيل ملابس، طباخين ومقدمي الوجبات، عمال صيانة، وسائق، غير أن جميعهم يعانون من تدني مرتباتهم الشهرية، التي لا تقوى على مواجهة تبعات المعيشة المرتفعة.

يذكر أن الدار حظيّ بدعم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي قدمت مساعدات عينية ومالية للنزلاء قبل سنوات؛ انطلاقًا من المسئولية الإنسانية للهلال، وتواصلًا لمشاريعه الخيرية في مدينة عدن، وبقية المحافظات اليمنية المحررة

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً