بند سري رابع لأهداف العملية الإسرائيلية في إيران.. استراتيجية خروج؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



دأب المسؤولون الإسرائيليون، منذ بداية العملية الإسرائيلية ضد إيران قبل أسبوع، على ترديد ثلاثة أهداف لها، ولكن اتضح أن هناك بندًا رابعًا بقي سرًّا.

الليلة تم الكشف عن هذا البند الرابع بالتزامن في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما يشير إلى أن تسريبه مقصود من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “أهداف الحرب الأربعة التي أقرها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، انتبهوا إلى البند الرابع:

أولًا، إلحاق ضرر كبير بالبرنامج النووي.

ثانيًا، إلحاق ضرر كبير ببرنامج الصواريخ.

ثالثًا، إلحاق ضرر بالمحور الشيعي (المليشيات الموالية لإيران في الإقليم).

ورابعًا، تهيئة الظروف لإحباط البرنامج النووي والصاروخي على المدى الطويل بالوسائل الدبلوماسية”.

واعتبرت القناة الإخبارية الإسرائيلية 13 أن هذا البند الرابع هو “الأكثر إثارة للاهتمام، فهو يعني أن كلاً من مجلس الوزراء السياسي والأمني (الكابينت) والحكومة، عندما شرعا في الخطوة الأكثر إثارة للإعجاب من وجهة نظر عسكرية، يعرفان أن هذا الحدث لا يمكن أن يكون فعالًا ومهمًا إلا عندما يتم التوقيع عليه باتفاق سياسي”.

ويأتي الكشف عن هذا البند السري في ظل تطورات مرتبطة بالعملية الإسرائيلية في إيران.

فأولًا، ما زال من غير الواضح إذا ما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد الانضمام إلى العملية أم لا.

وثانيًا، ثمة اتصالات سياسية تجري، فهل تقبل إيران بالشروط التي تضعها إسرائيل، وهي التخلي بالكامل عن المشروع النووي؟

وثالثًا، تواجه إسرائيل نقصًا في الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الإيرانية، بخاصة “سهم 2” و”سهم 3″، ما سيترك السماء الإسرائيلية مفتوحة للصواريخ الإيرانية.

ورابعًا، لا مؤشرات على أن ما تمنته إسرائيل، وهو سقوط النظام الإيراني، سيتحقق بالفعل.

هل يشارك ترامب؟

فيما يتعلق بالبند الأول، وهو مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين أن موقف الرئيس الأمريكي يشبه “اللغز”.

وقالت: “تشير إسرائيل إلى أن ترامب قد لا ينضم في نهاية المطاف إلى الحرب ضد إيران، وتدّعي أنه يفضل المفاوضات ويستنفدها”.

وأضافت: “حتى في المؤسسة الدفاعية، لا يعرفون ما إذا كان الإطار الزمني الذي حدده ترامب – حوالي أسبوعين – صحيحًا أم خطأً”.

أما القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية فتقول: “لا تزال إسرائيل تنتظر انضمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحملة مساء الجمعة، وتشعر بأنها وشيكة، وذلك وفقًا لتقديرات تنبثق عن المناقشات التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية”.

وأضافت: “أُجريت مكالمة هاتفية مهمة بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى.

وأوضح مسؤولون إسرائيليون كبار مطلعون على مضمون المحادثة أن ترامب يقترب من اتخاذ قرار.

ووفقًا للتقديرات، خلافًا للبيان الصادر أمس عن البيت الأبيض، والذي بموجبه سيقرر ترامب خلال أسبوعين ما إذا كان سينضم إلى الحملة، فمن المتوقع أن يصدر القرار الأمريكي قريبًا”.

المفاوضات مع إيران

ارتباطًا بالعامل الثاني، وهو المفاوضات الجارية مع إيران من قبل الترويكا الأوروبية، وإمكانية انضمام الولايات المتحدة الأمريكية، فإن إسرائيل تعتبر أن هذه المفاوضات لن تأتي بجديد.

وهذا ما عبّر عنه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي علّق على منصة “إكس” على هذه المحادثات بالقول: “لم يتغير شيء. إيران تُضلل العالم وتحاول ببساطة إضاعة الوقت. لا تنوي التخلي عن برنامجها النووي، الذي يُشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل ويُعرض العالم أجمع للخطر”.

وفي هذا الصدد، قالت القناة الإخبارية 13 الإسرائيلية: “وفقًا للمسؤولين، من المتوقع أن ينضم ترامب إلى الحملة ما لم يكن هناك تقدم كبير على المستوى الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، لكن مثل هذا التقدم ليس في الأفق”.

وأشارت القناة إلى أنه “بالأمس، اجتمع ترامب مع مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وقال مسؤول أمريكي كبير إنه بعد مناقشتين شاملتين، يدرك ترامب أنه إذا لم تتدخل أمريكا وهاجمت فوردو، فلن تكون النتيجة نهائية، ولن يتم القضاء على برنامج إيران النووي”.

لكن ربما لدى إسرائيل خطة، فقد قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “إذا لم تهاجم الولايات المتحدة فوردو، فإن إسرائيل ستفعل ذلك”.

وأضافت: “تنتظر إسرائيل قرارًا من الولايات المتحدة بشأن الانضمام إلى الهجوم على المنشأة النووية الرئيسية للنظام الإيراني في فوردو. لكن إذا قرر الرئيس الأمريكي عدم التدخل عسكريًا، فإن سلاح الجو سيهتم بالموقع النووي الذي يشكل تهديدًا لدولة إسرائيل”.

غير أنها عادت إلى المربع الأول وقالت: “تنتظر إسرائيل لترى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحقق النتيجة المرجوة، وهي استسلام إيران وتخليها عن البرنامج النووي”.

نضوب الصواريخ الاعتراضية

ثمة تساؤلات جدية تُطرح في إسرائيل حول الصواريخ الاعتراضية، سواء من حيث مخزونها أو تكلفتها الباهظة.

وتزامنت هذه التساؤلات مع تزايد سقوط صواريخ إيرانية في إسرائيل خلال اليومين الماضيين مقارنةً مع الأيام السابقة.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن لدى إيران 28 ألف صاروخ، وهو ما يعني قدرتها على الاستمرار في إطلاق الصواريخ لفترة طويلة جدًا.

لكن بالمقابل، فإن النقص في الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية، خاصة من طراز “سهم 2” و”سهم 3″، لم يعد سرًّا.

وفي حال الاقتصاد في استخدام الصواريخ الاعتراضية، فإن هذا سيعني ترك المزيد من الصواريخ تسقط، عبر التركيز على الصواريخ الموجهة إلى الأماكن السكنية، وتجاهل الصواريخ التي قد تسقط في أماكن مفتوحة.

كما أن تكلفة الصواريخ الاعتراضية موضع نقاش، إذ يتراوح سعر كل صاروخ اعتراضي من طراز “سهم 2″ و”سهم 3” ما بين 1.5 إلى 2 مليون دولار.

وتقول صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية: “تُقدّر تكلفة العملية الإسرائيلية في إيران بنحو مليار شيكل يوميًا”، أي 286 مليون دولار.

إسقاط النظام

على ما يبدو، فإن إسرائيل تراجعت عن فكرة إسقاط النظام الإيراني، بسبب عدم جاهزية الداخل الإيراني لتنفيذ هذه الخطوة على الأرض.

فإسرائيل تهاجم إيران من السماء فقط، ولا وجود لقوات إسرائيلية على أرض إيران.

وتقول القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “إن إسقاط النظام ليس هدفًا معلنًا لدولة إسرائيل”.

لكن القراءة الأكثر إثارة لهذا الأمر كانت في صحيفة “جيروزاليم بوست” اليمينية الإسرائيلية، التي قالت، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، إن “إسرائيل لا ترى أي زعزعة استقرار أو تصدعات في سيطرة النظام الإيراني وسط عمليات الجيش الإسرائيلي”.

وقال المسؤولون: “لا توجد أي مؤشرات على أن الحكومة المركزية في طهران تفقد السيطرة – بل على العكس تمامًا. يبدو أن النظام الإيراني يُحكم قبضته”.

وأضافوا: “معظم الإيرانيين معادون للنظام ويعارضونه، لكن هناك شعورًا بالتضامن الوطني في الوقت الحالي. يركّز الشعب الآن على شيء واحد: البقاء”.

وتابعوا: “عندما يرون الضربات الإسرائيلية تُسبب خسائر بشرية ودمارًا – حتى لو كان النظام غير محبوب – يُنظر إلى التهديد المباشر على أنه إسرائيل. لهذا السبب يتجمع الناس حول الراية. أؤكد: ليس حول النظام، لكن معظم غضبهم موجه حاليًا نحو إسرائيل”.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً