الهلال يكشف الجرح.. هل يجد ألونسو مخرجًا من أزمة الساحر المفقود؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


لدى المدرب الإسباني أزمة واضحة في خط الوسط لكنه قد يضطر للتعامل معها بدون دعم!

بدأت رحلة تشابي ألونسو مع ريال مدريد بتعثر غير متوقع، وفي أولى مبارياته الرسمية كمدرب للفريق الملكي، اكتفى الميرنجي بتعادل مخيب 1-1 أمام الهلال السعودي في افتتاح كأس العالم للأندية.

لكن ما أثار الجدل لم يكن النتيجة فحسب، بل الفراغ الواضح بقلب الفريق المتمثل في خط الوسط، فمع رحيل الأسطورة لوكا مودريتش، ورفض الإدارة دعم ألونسو بصفقة جديدة، يواجه المدرب الإسباني الشاب أزمة قد تعرقل طموحاته في إعادة الملكي إلى عرش الكرة العالمية.

الهلال يفضح الوسط

منذ صافرة البداية، بدا ريال مدريد مشتتًا، وفرض الهلال، بقيادة لاعبيه السريعين، إيقاعه على المباراة، مستغلاً بطء انتقال الكرة بين خطوط الريال.

وقدم فيديريكو فالفيردي وأوريلين تشواميني، اللذان شكلا ثنائية الوسط الدفاعي، أداءً قويًا في الالتحامات، لكن الكرة كانت تتلعثم كلما اقتربت من منطقة الإبداع، ولم يكن وجود بيلينجهام، الذي لعب في دور هجومي أكثر، كافيًا لربط الخطوط.

“كنا بطيئين جدًا في الشوط الأول، وتراجع لاعبو الوسط كثيرًا”، هكذا لخص تيبو كورتوا، حارس الفريق، المشكلة في تصريحاته للصحفيين بعد المباراة.

وكانت ركلة الجزاء التي احتُسبت للهلال، بعد عرقلة من راؤول أسينسيو، نتيجة مباشرة لضعف التنظيم في الوسط، حيث فشل اللاعبون في تغطية المساحات خلف الدفاع.

وفي الشوط الثاني، حاول ألونسو إنقاذ الموقف بإشراك الشاب التركي أردا جولر، وأضاف الفتى البالغ من العمر 20 عامًا لمسة من السحر، بتمريراته الدقيقة وجرأته في الاستحواذ على الكرة.

لكن جولر، الذي يُنظر إليه كموهبة هجومية، عانى في المهام الدفاعية، مما جعل الريال عرضة لهجمات الهلال المرتدة.

هذا المشهد كان بمثابة صورة مصغرة لأزمة الوسط: لاعبون أكفاء، لكن دون توازن.

البحث عن ساحر جديد

قبل انطلاق البطولة، كان ألونسو واضحًا في طلباته، وبحسب صحيفة “ماركا”، اقترح المدرب التعاقد مع صانع ألعاب جديد لتعويض رحيل مودريتش، واعتزال توني كروس، حيث كان الثنائي يتحكم في إيقاع المباريات ببراعة نادرة.

لكن إدارة النادي، برئاسة فلورنتينو بيريز، ردت بثقة: “ما لديك يكفي”. هذا الرد أثار دهشة ألونسو، خاصة أن الخيارات الحالية – فالفيردي، تشواميني، كامافينجا، بيلينجهام، وداني سيبايوس – لا تضم لاعبًا يمتلك رؤية مودريتش أو كروس، أو قدرتهما على فتح الدفاعات، والتحكم في إيقاع اللعب.

وتشير بعض التقارير إلى أن ألونسو كان يفضل مارتن زوبيميندي، نجم ريال سوسيداد، الذي يتميز بتنظيم اللعب ودقة التمرير، إلى جانب مهاراته الدفاعية في التمركز وقطع الكرات.

لكن الشرط الجزائي البالغ 60 مليون يورو، واقتراب اللاعب من أرسنال، جعلا الصفقة بعيدة المنال.

في الوقت نفسه، أوصى توني كروس، أسطورة الوسط السابق، بأنجيلو ستيلر من شتوتجارت، لكن الإدارة لم تُبدِ اهتمامًا جديًا.

أما الحلم الكبير، المتمثل في ضم رودري من مانشستر سيتي، فيبقى هدفًا بعيد المدى، حيث يخطط الريال لانتظار انتهاء عقده في 2027 لضمه مجانًا، على غرار صفقات مبابي وألكسندر-أرنولد.

استراتيجية الإدارة.. ثقة أم مخاطرة؟

يبدو أن إدارة ريال مدريد تعتمد على استراتيجية طويلة المدى، تركز على التعاقدات المجانية والاستثمار في الشباب.

ويعكس التعاقد مع ترينت ألكسندر أرنولد، ودين هويسن، وفرانكو ماستانتونو هذا النهج، لكن الأخير لن ينضم إلا بعد البطولة.

في المقابل، يرى البعض أن رفض دعم ألونسو بصفقة فورية في الوسط هو مخاطرة كبيرة، خاصة مع ضغط البطولات الكبرى.

وأكد كورتورا بعد المباراة أن الفريق الملكي يحاول تطبيق أفكار جديدة، لكنه شدد أن التغيير يحتاج وقتًا، مشيرًا إلى أن ألونسو يعمل على تغيير أسلوب اللعب بعد 4 سنوات تحت قيادة كارلو أنشيلوتي.

لكن الوقت قد لا يكون في صالح ألونسو، فالجماهير المدريدية لا تعرف الصبر، والتوقعات دائمًا مرتفعة.

جولر.. وميض أمل أم حل مؤقت؟

في غياب صانع ألعاب طبيعي، اضطر ألونسو لتجربة أردا جولر في دور الوسط.

وأظهر الشاب التركي، الذي تألق في فترات محدودة الموسم الماضي، جرأة وإبداعًا، لكنه لم يكن الحل الشامل.

وعلق الصحفي خوان إجناسيو جارسيا في “آس” على أزمة ريال مدريد المتوقعة، قائلا: “جولر يمتلك الموهبة، لكنه ليس مودريتش بعد”، لذلك فإن التحدي الأكبر أمام ألونسو هو كيفية تطوير جولر ليصبح لاعب وسط متكامل، أو إعادة توزيع الأدوار بين بيلينجهام وكامافينجا، الذي يتعافى من إصابة.

الطريق إلى الأمام

مع مباراتين متبقيتين في دور المجموعات، يحتاج ألونسو إلى حلول سريعة، لأن الإصابات، التي طالت 8 لاعبين قبل البطولة، زادت من الضغط، لكن عودة كامافينجا قد تخفف الأزمة.

في الوقت نفسه، يبدو أن الإدارة لن تتراجع عن موقفها، مما يضع ألونسو أمام اختبار حقيقي: هل يستطيع تحويل هذا الوسط المتعثر إلى آلة فوز؟

تشير التقارير إلى أن الريال قد يعيد تقييم خططه في يناير/ كانون الثاني 2026، مع احتمال استهداف زوبيميندي أو ستيلر إذا استمرت الأزمة.

أما الآن، فالأنظار تتجه إلى ألونسو، الذي يحمل على عاتقه تطلعات نادٍ لا يقبل إلا بالألقاب، لكن السؤال يبقى: هل يمكن تحقيق ذلك بخط وسط يبحث عن إيقاعه؟



‫0 تعليق

اترك تعليقاً