جيم فادر.. رحلة استثنائية لابتكار «الحليب المصطنع» بلا أبقار أو مزارع

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



تخيل أنك تشرب كوبًا من الحليب وتظن أن طعمه لا يختلف عن حليب طفولتك، كريمي، وغني بالعناصر الغذائية، ولكنه ليس من حليب البقر.

نوع حليب لا يحتاج إلى العمل بمزرعة، ولا ماشية، ولا يُؤثر على البيئة إلا قليلاً، هذا الابتكار لم يعد من المستقبل، بل هو الحاضر.

وذلك بفضل جيم فادر، المؤسس المشارك لشركة إيدن برو الأسترالية الناشئة الرائدة، الذي نجح عبر شركته في إنتاج حليبًا بدون استخدام الحيوانات كمصدرا رئيسيا كما جرت العادة.

فبخلاف حليب الماشية هناك أيضا الحليب النباتي، مثل حليب اللوز أو حليب الصويا، الذي أصبح يتمتع بشعبية كبيرة هذه الأيام.

لكن ما قدمته شركة إيدن برو شيئًا مختلفًا تمامًا، ونستعرض رحلة هذا الابتكار الاسثتنائي وما صنعه فادر ضمن هذا التقرير.

تجسيد الأفكار

وشارك جيم فادر في تأسيس شركة إيدن برو عام ٢٠٢١ بهدف ابتكار منتجات ألبان صديقة للحيوانات والكوكب للأجيال القادمة.

وكان يتمتع بخبرة واسعة في ابتكار المنتجات، وله تاريخ طويل في العمل في قطاع السلع الاستهلاكية سريعة التدوير.

وأتقن فادر رصد ثغرات السوق وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، حيث تعاون مع الوكالة الوطنية الأسترالية للعلوم (CSIRO)، وشركة نوركو، إحدى أقدم شركات الألبان في أستراليا، لإطلاق شركته إيدن برو.

وساعدت خبرتهم المشتركة في مجال الألبان والعلوم والأعمال التجارية في استكشاف نوع جديد من الحليب، يشبه حليب البقر في ملمسه ومذاقه، ولكنه مصنوع بالكامل من مكونات طبيعية.

جيم فادر

الاستدامة ليست مجرد شعارات لدى فادر

ولا يقتصر اهتمام جيم فادر على الابتكار من أجل الابتكار فحسب، بل إنه شغوف جدًا بحل قضايا مثل انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ.

وتُشكل انتاجية الألبان التقليدية ضغطًا كبيرًا على البيئة، مُسببةً انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومُستهلكةً مساحات شاسعة من الأراضي، ومع “إيدن برو”، قام فادر بتغيير نموذج إنتاج الألبان كليًا.

وبدلًا من الاعتماد على الأبقار، تستخدم الشركة عملية تخمير لإنتاج نفس البروتين الموجود في منتجات الألبان، وهو الكازين الذي يعرف أيضا بـ بروتين الجبن، والواي الذي يعرف أيضا بمصل اللبن.

وهما نوعان من البروتينات الموجودة بشكل طبيعي في الحليب، ويشكلان معًا غالبية محتواه البروتيني.

والنتيجة هي ألبان حقيقية بدون الاعتماد على الأبقار، وواقية ضد الضرر البيئي، والميثان، ويؤمن فادر إيمانًا راسخًا بأننا من خلال القيام بذلك، لا نُقدم بديلًا للحليب فحسب، بل نُنشئ مستقبلًا أفضل ونموذجًا أكثر مسؤولية في مجال الألبان.

جيم فادر

التقنية وراء فكرة الحليب

إذن، كيف يعمل هذا الأمر برمته؟ كيف يُنتج الحليب بدون أبقار؟ مفهوم المعالجة الكامل لشركة إيدن برو مختلف وفريد بشكل مدهش.

حيث يستخدم العلماء نوعًا من عمليات التخمير يشبه عملية صنع البيرة والخبز، لإنتاج منتجات الألبان، وتُسمى هذه العملية التخمير الدقيق.

وتستخدم هذه العملية خميرة معدلة وراثيًا لإنتاج نفس البروتينات الموجودة في حليب الأبقار.

وبمجرد إنتاج البروتينات، تُخلط مع الماء والدهون النباتية والفيتامينات والمعادن لإعادة هيكلتها وإضافة قيمتها الغذائية وطعمها، تمامًا مثل الحليب التقليدي، عندها ستحصل على ألبان حقيقية بدون أبقار.

وتُمثل هذه الطريقة ثورة حقيقية، فهي ليست مجرد بديل نباتي مثل حليب اللوز أو الصويا، بل هي ألبان حقيقية تُصنع من خلال عملية التخمير، مما يعني أنه يمكنك استخدامها لإعداد مشروبات وأطباق عادية مختلفة.

كما أنها تُعطي ملمسًا كريميًا وناعمًا تمامًا مثل الحليب التقليدي، وأفضل ما في الأمر هو أنه لا يوجد أي ضرر بيئي مثل إهدار المياه، أو إهدار الأراضي، أو انبعاثات غاز الميثان.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً