وسط تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب وتعقّد المشهد في الشرق الأوسط، اختارت فرنسا أن تعيد تمثيلها الدبلوماسي في إيران بتعيين بيير كوشار سفيرًا جديدًا في طهران.
تعيين يأتي بعد ثلاثة أشهر من شغور المنصب، في لحظة دقيقة تتطلب حضورًا دبلوماسيًا فاعلًا وخبرة قادرة على قراءة التحولات المتسارعة في المنطقة، ليتولى المنصب خلفًا لنيكولا روش، الذي تم تعيينه أمينًا عامًا للدفاع والأمن الوطني.
بيير كوشار، الذي شغل سابقًا مناصب متعددة أبرزها سفير فرنسا في صربيا، يُعد من الشخصيات الدبلوماسية الهادئة والخبيرة في إدارة الملفات الحساسة.
ووفق خبراء فإن تعيين كوشار في إيران لا يعكس فقط رغبة باريس في إعادة تنشيط قنوات التواصل مع طهران، بل يؤشر إلى انخراط فرنسي مدروس في سياق إقليمي متشابك، تفرض فيه التطورات المتلاحقة مقاربات دبلوماسية أكثر مرونة ودقة.
من هو؟
بيير كوشار، المولود في فويرون (إيزير) ويبلغ من العمر 63 عامًا، يمتلك خبرة واسعة في السياسة الخارجية. وهو خريج معهد الدراسات السياسية في باريس والوكالة الوطنية للإدارة (ENA)، وبدأ مسيرته المهنية في وزارة الخارجية عام 198، بحسب شبكة “سي نيوز” الفرنسية.
تم ترقيته إلى منصب السكرتير الأول في طهران عام 1994، وعمل لفترة تسعة أشهر كقائم بأعمال السفير في إيران عام 2007 بعد وفاة برنار كسيدجيان.
وبين سبتمبر/أيلول 2016 وسبتمبر/أيلول 2019، شغل كوشار منصب القنصل العام لفرنسا في القدس، قبل أن يصبح الأمين العام لوفد فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي عام 2021، تم تعيينه سفيرا في صربيا، حيث لعب دورا لافتا في تعزيز العلاقات الثنائية في خضم التوترات الأوروبية، قبل أن يعود إلى قلب الملف الإيراني في 2025، محمّلا بتجربة ثرية وشبكة علاقات دولية متينة.
سياق متوتر وحساس
يتولى بيير كوشار منصبه الجديد في إيران في خضم التصعيد بين إيران وإسرائيل ومخاوف من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع، وكذلك مباحثات الملف النووي الإيراني الذي تتشارك باريس مع برلين ولندن في مراقبته عن كثب ضمن إطار الاتفاق النووي.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس وبرلين ولندن ستقدم “عرضا تفاوضيا شاملا” للإيرانيين في جنيف الجمعة.
وأوضح ماكرون، في تصريحات إعلامية على هامش معرض باريس الجوي، أن العرض يشمل القضايا النووية، وأنشطة الصواريخ البالستية، وتمويل الفصائل المسلحة في المنطقة.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه “يجب إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز