التكنولوجيا العسكرية الروسية.. كيف غيّرت موازين القوى في الكوريتين؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



تشهد شبه الجزيرة الكورية تحولات دقيقة في موازين القوى، مع تصاعد الحديث عن تأثير التكنولوجيا العسكرية الروسية على توازن الردع بين الكوريتين.

وبحسب تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية، باتت طائرات الدرونز الانتحارية منخفضة الصوت، التي صممتها إيران وتستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا، جزءًا من ترسانة بيونغ يانغ المتطورة، “ما يوسع دائرة الخطر لتشمل حلفاء الولايات المتحدة في آسيا، وعلى رأسهم كوريا الجنوبية واليابان”.

تُعرف هذه الطائرات المسيّرة بصوتها الطنان المميز الذي ينبئ باقترابها، وتحمل رؤوسًا حربية قادرة على التدمير، ما يجعلها تهديدًا صعبًا على الدفاعات الجوية التقليدية.

وقد ساعدت روسيا كوريا الشمالية في إنشاء مواقع لتصنيع هذه الطائرات على شبه الجزيرة الكورية، مما يعزز القدرات العسكرية لكوريا الشمالية ويغير ميزان القوى في المنطقة.

ولا تقتصر المساعدات الروسية على الطائرات المسيّرة فقط، بل تشمل أيضًا دعمًا في برامج الصواريخ والبرامج النووية والفضائية. كما أن مشاركة بيونغ يانغ في الحرب الأوكرانية، من خلال إرسال قوات وصواريخ وصناعات عسكرية، منحها خبرة قتالية واقتصادية مهمة، رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قواتها على الأرض.

ووفق التقرير فإن الخبرة الميدانية التي تحصل عليها كوريا الشمالية في مواجهة جيش متطور، تمثل تحديًا جديدًا لكوريا الجنوبية التي تفتقر إلى تجربة قتالية مماثلة. وتُظهر التقارير أن الجيش الكوري الشمالي منضبط وذو لياقة عالية، مما يعزز من قدراته القتالية رغم الخسائر.

وعلى صعيد الصواريخ الصواريخ، زودت كوريا الشمالية روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى، وقد تحسنت دقتها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، ما يشكل تهديدًا متزايدًا لقدرات الدفاع الجوي في كوريا الجنوبية. فحتى أقوى أنظمة الدفاع يمكن أن تنهار إذا ما تعرضت لكمية كبيرة من الصواريخ الدقيقة.

أما الطائرات المسيّرة، فقد أصبحت الحرب الأوكرانية ساحة اختبار لتقنيات جديدة، وتبدو كوريا الشمالية متقدمة في هذا المجال، مع توقعات بزيادة قدراتها خلال العام المقبل.

وقد شهدت الأجواء الكورية الجنوبية سابقًا اختراقات لطائرات مسيّرة من الشمال، مما دفع سول إلى إنشاء قيادة خاصة لمواجهة هذا التهديد.

وعلى الرغم من تصعيد بيونغ يانغ، تمتلك كوريا الجنوبية قوات مسلحة متطورة مدعومة بقطاع دفاعي سريع النمو، وتتمتع بتفوق تكنولوجي واضح، بالإضافة إلى الدعم العسكري الحاسم من الولايات المتحدة. كما أن القوة البحرية لسول تفوق بكثير تلك التي تمتلكها بيونغ يانغ، ما يشكل عامل توازن مهم في أي صراع محتمل.

في المقابل، لا تزال كوريا الشمالية تواجه تحديات في تطوير قدراتها البحرية، كما ظهر في فشل تجربة إطلاق مدمرة جديدة مؤخراً، وهو ما يعكس محدودية خبرتها البحرية مقارنة بخبرتها البرية المكتسبة من الحرب في أوكرانيا.

في المجمل، تعكس هذه التطورات العسكرية المتبادلة بين الكوريتين تصاعدًا خطيرًا في التوترات الإقليمية، مع تحول بيونغ يانغ إلى قوة عسكرية أكثر تطورًا وخبرة، مما يفرض على كوريا الجنوبية وحلفائها ضرورة تعزيز قدراتهم الدفاعية والاستعداد لمواجهة تهديدات جديدة ومتطورة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً