فيما يُفترض أن تنتهي فصول «مطاردة الساحرات» عند حدود الولايات المتحدة، يواصل دونالد ترامب تصدير روايته إلى الخارج، مدافعًا عن حلفائه الأيديولوجيين، الذين يعتبرهم «امتدادا لذاته السياسية».
فمن تل أبيب إلى برازيليا، ومن باريس إلى بوينس آيرس، يتبنّى ترامب رواية «المظلومية» ويتدخل في قضايا قضائية لدول صديقة، تحت لافتة «العدالة المُسيسة»، بحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي.
فماذا حدث؟
يقول الموقع الأمريكي، إنه رغم انتهاء محاكمات الرئيس ترامب في القضايا الجنائية التي كان متهمًا فيها، إلا أنه الآن يشن «حملة شعواء» نيابة عن حلفائه الأيديولوجيين في الخارج.
وفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 50% على البرازيل – من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب المقبل، مدفوعا بشكل جزئي إلى محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو على خلفية مساعيه لإلغاء خسارته في انتخابات عام 2022، وهي اتهامات شبيهة بتلك التي واجهها ترامب نفسه.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن هذا يُعد تدخلًا غير عادي في العمليات السياسية والقضائية لدولة صديقة، حيث تُهدد تجارة بعشرات المليارات.
وتواجه البرازيل الآن تعريفات جمركية أعلى بكثير من معظم البلدان الأخرى التي يستهدفها ترامب، رغم أن الولايات المتحدة لديها فائض تجاري مع البلاد.
وكما أوضح ترامب في رسالة إلى الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي هزم بولسونارو في عام 2022 (بعد سجنه بتهمة الفساد التي تم إلغاؤها لاحقًا)، فإن ذلك كان يرجع جزئيًا إلى محاكمة بولسونارو.
ورد لولا في بيان أصدره، قائلا إن «البرازيل دولة ذات سيادة ومؤسسات مستقلة لن تقبل أن يعتبرها أحد أمرا مسلما به»، متعهدا بالرد بالمثل على أي عقوبات أمريكية.
ليست المرة الأولى
وهذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها ترامب في الإجراءات القضائية ضد السياسيين اليمينيين في الخارج، أو يزعم أن النخب السياسية والقضائية في الخارج تستخدم نفس «التكتيكات» المستخدمة ضده.
وفي الشهر الماضي، ندد ترامب بـ«جنون» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اضطر إلى التوفيق بين المحاكمة بتهمة الفساد المزعوم والتعامل مع الصراعات مع إيران وحماس.
مطاردة الساحرات
وكتب ترامب عن محاكمة نتنياهو التي تتضمن اتهامات بأنه قدم خدمات سياسية مقابل هدايا شخصية أو تغطية إخبارية إيجابية ينفيها نتنياهو: «إنها مطاردة سياسية، تشبه إلى حد كبير مطاردة الساحرات التي أجبرت على تحملها».
وتضمّن منشور ترامب على موقع «تروث سوشيال» حول محاكمة نتنياهو تهديدًا ضمنيًا، قال فيه: «تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات سنويًا، أكثر بكثير مما تنفقه أي دولة أخرى، على حماية ودعم إسرائيل. لن نسمح بهذا».
وفي أبريل/نيسان الماضي، انتقد ماكرون إدانة زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان بتهمة الاختلاس، ووصفها بأنها “حرب قانونية” ذات دوافع سياسية.
وكتب ترامب: «إنها نفس الخطة التي استخدمت ضدي من قبل مجموعة من المجانين والخاسرين».
وأدينت لوبان وأعضاء آخرون في حزبها بإساءة استخدام أموال البرلمان الأوروبي، وهو ما رفضه ترامب ووصفه بأنه «خطأ في المحاسبة»، وجرى منعها من الترشح لمنصب عام لمدة خمس سنوات، مما يعني خروجها من الانتخابات الرئاسية التالية ما لم تنجح في استئناف الحكم.
ولقد نفى بولسونارو ونتنياهو ولوبان التهم الموجهة إليهم، ورددوا لغة ترامب بزعم أنهم ضحايا لمطاردة الساحرات.
ويقول الموقع الأمريكي، إن المشكلة تكمن هي أن تعاطف ترامب مع زملائه السياسيين الذين يخضعون للمحاكمة لا يمتد إلى زملائه اليمينيين فحسب، فعلى سبيل المثال، زعمت الرئيسة الأرجنتينية اليسارية السابقة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر أن إدانتها بالفساد كانت نتيجة حملة شعواء. وبعد توليها منصبها، استشهدت إدارة ترامب بهذه الإدانة لمعاقبتها.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز