صيف التطوع.. رحلة لاكتشاف الذات وخدمة الوطن

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



مع بداية الإجازة الصيفية، يدخل أبناؤنا الطلبة فترة من الراحة بعد عام دراسي مليء بالجهد والتحديات.

وبينما يراها البعض فرصة للترفيه، فإنها في دولة الإمارات تُعد فرصة ثمينة لبناء الشخصية، وتنمية القيم، وصقل المهارات.

ففي وطنٍ غُرست فيه روح العطاء منذ تأسيسه على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تتحول الإجازة إلى مساحة حقيقية للارتقاء بالوعي والمسؤولية.

رسّخ والدنا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مفهوم التطوع كقيمة وطنية وإنسانية، وجزء من تربية الأجيال في دولة الإمارات.

وتواصل دولة الإمارات اليوم هذا النهج تحت قيادة ولي أمرنا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أكد في مناسبة سابقة لليوم العالمي للتطوع أن “المتطوعين في الإمارات وكل أنحاء العالم يجسدون معاني التضحية والبذل والعطاء من أجل مجتمعاتهم والبشرية، وأن العمل التطوعي يُعد الصورة الحقيقية لتقدم المجتمعات ورقيّها”.

من هذا المنطلق، أصبح العمل التطوعي خلال الإجازة الصيفية أداة فعالة في تنمية وعي الشباب، وتوسيع مداركهم، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم.

وتكمن قيمة هذه المشاركة في كونها تجربة حياتية تُخرج الطالب من دائرة التلقّي النظري إلى عالم الفعل والمبادرة.

وهنا يبرز دور الأسرة، وخاصة الآباء والأمهات، في توجيه الأبناء نحو أنشطة تعود عليهم بالنفع، وتُسهم في بناء شخصياتهم. فحين تُشجّع الأسرة أبناءها على الانخراط في برامج تطوعية أو أنشطة مفيدة، فإنها تمنحهم فرصًا حقيقية لتعلّم القيادة، وتنمية الثقة، واكتشاف الذات.

ومن خلال هذه المشاركات، تتكشف مهارات عديدة لدى الشباب، مثل القدرة على التواصل، والعمل الجماعي، واتخاذ القرار.

فالاحتكاك بالتجربة الواقعية يكشف قدرات لا تظهر داخل الفصول الدراسية، ويمنح الشباب أدوات ناعمة تصقل شخصياتهم.

كما أن المتغيرات المتسارعة في العالم الرقمي تجعل من الضروري للشباب امتلاك دراية بأدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ليس فقط لأغراض مهنية، بل ليكونوا مؤهلين لخدمة وطنهم ورفعته بأساليب ذكية ومبتكرة.

ولأن التطوع اليوم لا يقتصر على الميدان، فقد أصبحت هناك فرص رقمية تتيح للشباب تقديم مساهماتهم عن بُعد، ضمن بيئات مرنة ومفتوحة، تعزّز من شعورهم بالانتماء والإنجاز.

الصيف في الإمارات ليس وقتًا للفراغ، بل نافذة لتطوير الذات، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع.

وفي وطنٍ يضع الإنسان في قلب رؤيته، يصبح كل يوم فرصة جديدة لصناعة جيل مسؤول، ومؤمن بقيمة العمل والإنتاج.

الإجازة الصيفية.. تربية على القيم، قبل أي شيء.

وحين يجد الشاب الدعم من أسرته، ويُمنح مساحة للتجربة، ويُزوّد بالأدوات اللازمة للعصر، فإنه لا يكتفي ببناء مستقبله، بل يُسهم بوعي في بناء وطنه.

الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة



‫0 تعليق

اترك تعليقاً