فرنسا تصبح أكبر مساهم في «يوتلسات».. المنافس الأوروبي لـ«ستارلينك»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


اقتصاد

خطوة استراتيجية نحو تأمين السيادة الفضائية


في خطوة استراتيجية تهدف إلى ضمان السيادة الوطنية في مجال الاتصالات الفضائية، أعلنت الحكومة الفرنسية في 19 يونيو/حزيران عن استثمار ضخم في “يوتلسات”، مشغل الأقمار الصناعية الأوروبي.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية وارتفاع نفوذ الشركات الأمريكية مثل “ستارلينك” المملوكة لإيلون ماسك، يسعى الفرنسيون لتأمين موقعهم كقوة رائدة في هذا المجال الحيوي، بحسب محطة “فرانس.إنفو” الفرنسية

  • تسعى فرنسا عبر الاستثمار في “يوتلسات” إلى تأمين استقلالها التكنولوجي والعسكري في مجال الاتصالات الفضائية خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية
  • منافسة الهيمنة الأمريكية في الفضاء من بين أهم الأهداف حيث تمتلك “ستارلينك” نحو 60% من الأقمار الصناعية في المدار، مما يهدد التوازن الاستراتيجي
  • بناء تحالفات أوروبية مستقبلية، حيث أن الطموح الفرنسي لا يقتصر على الداخل، بل يشمل إشراك شركاء أوروبيين مثل ألمانيا لجعل “يوتلسات” نواة لمشروع أوروبي مشترك، شبيه بـ “إيرباص”

حصة كبرى

وستضخ الحكومة الفرنسية أكثر من 700 مليون يورو في “يوتلسات”، مما سيزيد حصتها إلى ما يقارب 30% من أسهم الشركة، مما يجعلها المساهم الرئيسي في هذا القطاع الحيوي المتعلق بالدفاع والاتصالات العسكرية.

وتؤكد الحكومة الفرنسية أن الهدف هو “السيطرة على مستقبل اتصالاتنا الفضائية. في ظل التوترات الدولية الراهنة، حيث يعد الأمر مسألة سيادة”، خصوصًا في مواجهة صعود “ستارلينك” الأمريكية.

وتابعت: “في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، يتعين الحفاظ على السيطرة على أنظمتنا للاتصالات، خاصة العسكرية منها. إنها مسألة سيادة”.

وقد أعلنت الحكومة الفرنسية بشكل رسمي يوم الخميس عن قرارها بضخ استثمار مالي كبير في “يوتلسات”، المشغل الأوروبي للأقمار الصناعية، بقيمة تزيد على 700 مليون يورو، لزيادة حصتها في هذه الشركة الرائدة في قطاع الدفاع. وبذلك سترتفع حصتها من أكثر من 13% حاليًا إلى ما يقارب 30%، مما يجعلها المساهم الرئيسي في الشركة.

“يوتلسات” هي واحدة من اثنين فقط من المشغلين العالميين، إلى جانب “ستارلينك” الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك، اللذين يمتلكان كوكبة من الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة لغايات الاتصالات.

وفي معرض بورجيه للطيران، أعلنت “يوتلسات” عن توقيع اتفاقية مدتها عشر سنوات مع الجيش الفرنسي في مجال الاتصالات العسكرية الفضائية، بقيمة قد تصل إلى مليار يورو.

“ستارلينك” تمتلك 60% من الأقمار الصناعية في المدار

لكن هذا لا يكفي، فالشركة تحتاج إلى مزيد من الأموال والاستثمارات للتوسع، ومن هنا جاء الدعم الضخم من الدولة الفرنسية. مع حصة تقترب من 30% من أسهم “يوتلسات”، يمكن لفرنسا أن يكون لها تأثير أكبر في مجلس إدارة الشركة وتؤثر في استراتيجيتها.

تجدر الإشارة إلى أن هناك مستثمرين آخرين، سواء من القطاع العام أو الخاص، من المتوقع أن يساهموا في تمويل الشركة.

فألمانيا، التي لا تمثل حاليًا أي وجود في الشركة، قد تكون مهتمة أيضًا، خاصة وأن “يوتلسات” تهدف إلى أن تصبح “إيرباص” الأوروبية للأقمار الصناعية، لتنفيذ مشاريع أوروبية مشتركة.

التصدي لصعود “ستارلينك”

في هذا السياق، يهدف التحرك الفرنسي إلى مقاومة صعود “ستارلينك”. حيث تمتلك شركة “ستارلينك” الأمريكية أكثر من 60% من الأقمار الصناعية في المدار، وفي ظل التوترات العالمية، أصبحت هناك حاجة ماسة للحفاظ على الاستقلالية عن القوى الأجنبية.

وهذا هو التحليل الذي قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي عمل جاهدًا لجعل فرنسا رائدة في هذا المجال. الأمريكيون ليسوا اللاعبين الوحيدين في هذا المجال، حيث إن الصينيين أيضًا يتواجدون بشكل قوي في هذا القطاع.

الدولة الفرنسية تضخ 717 مليون يورو عبر وكالة الاستثمارات العامة (APE)

ستضخ الدولة الفرنسية 717 مليون يورو عبر “وكالة الاستثمارات العامة” (APE)، الوكالة المسؤولة عن إدارة محفظة أسهم الدولة، مثل “رينو”، و”أطوس”، و”الفرنسية للألعاب”. وهذه جهة منفصلة عن الميزانية الحكومية، حيث أكد المسؤولون أن هذا الاستثمار لن يؤثر على الميزانية العامة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً