أيام بدون إنترنت.. أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



شهدت مصر سلسلة من أزمات انقطاع الاتصالات بدءًا من عطل الكابلات البحرية 2008، مرورًا بالانقطاع الكلي خلال ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وصولاً لحريق سنترال رمسيس يوليو/تموز 2025.

على مدار السنوات واجهت مصر تحديات مختلفة في استقرار خدمات الاتصالات، تباينت أسبابها بين عوامل فنية وظروف طارئة، فبينما كانت بعض الانقطاعات نتيجة أعطال في الكابلات البحرية أو المعدات، جاءت أخرى بسبب ظروف أمنية أو كوارث طبيعية أو حوادث.

وقد أظهرت هذه الأزمات مدى حساسية قطاع الاتصالات وتأثيره المباشر على الاقتصاد والحياة اليومية، حيث تعطلت الخدمات المصرفية والتجارية وحتى الطارئة خلال فترات الانقطاع، كما دفعت هذه التحديات إلى تطوير آليات أكثر كفاءة للتعامل مع الأعطال، وتعزيز البنية التحتية لضمان استمرارية الخدمة حتى في الظروف الاستثنائية.

وفي التقرير التالي نتعرف على نشأة وتطور قطاع الاتصالات في مصر وتاريخ أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري والأسباب الشائعة للانقطاع.

أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري

نشأة وتطور قطاع الاتصالات في مصر

تعود جذور صناعة الاتصالات في مصر إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث شهد عام 1854 تدشين أول خط تلغراف يربط بين محافظتي القاهرة والإسكندرية تحت مظلة سلطة البرق والهاتف، وبعد نحو ثلاثة عقود، وتحديدًا في عام 1881، دخلت مصر عصرًا جديدًا بتركيب أول خط هاتفي بين المحافظتين ذاتيهما، وذلك بعد خمس سنوات فقط من اختراع الجهاز عالميًا.

مع اقتراب الألفية الجديدة وتحديدًا في سبتمبر/أيلول 1999، أطلقت الحكومة المصرية المشروع القومي للنهضة التكنولوجية، الذي مثل منعطفًا مهمًا في سياسة الدولة تجاه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تطلب هذا المشروع الطموح تنفيذ سلسلة من المبادرات المتكاملة لدعم البنية التحتية الرقمية وتعزيز الصناعات التكنولوجية.

في عام 2001، ظهرت إلى النور “القرية الذكية” كصرح تكنولوجي متكامل على مساحة 3 ملايين متر مربع غرب العاصمة المصرية، تم تصميم هذا المجمع ليكون مركزًا إقليميًا يجمع بين الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الهيئات الحكومية ذات الصلة، وبحلول عام 2014، استقطبت القرية أكثر من 160 شركة توفر فرص عمل لنحو 40 ألف موظف، مع توقعات بوصول هذا الرقم إلى 100 ألف بنهاية العام ذاته.

شهد عام 1883 توسعًا ملحوظًا في شبكة الهاتف الثابت، حيث امتدت الخطوط إلى مدن القناة الرئيسية: بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، واستمر هذا التوسع عبر العقود ليصل عدد مشتركي خدمة الهاتف الثابت – التي تقدمها الشركة المصرية للاتصالات – إلى 11,280,000 مشترك بحسب إحصاءات 2010، مع سعة سنترالات تبلغ 14,426,597 خطَا.

ودخلت مصر عصر الاتصالات المتنقلة عام 1996 مع إطلاق أول خدمة هاتف محمول بنظام GSM، وتطور القطاع ليضم أربع شركات رئيسية:

  • أورنج مصر (سابقاً موبينيل): التابعة للمجموعة الفرنسية، بدأت عملها في مارس/آذار 1998
  • فودافون مصر: كانت تعرف سابقًا باسم “كليك GSM” حتى عام 2001
  • اتصالات مصر: دخلت السوق في مايو/أيار 2007 كأول مشغل لخدمات الجيل الثالث، بعد فوزها بالرخصة الثالثة في 4 يوليو/تموز 2006 مقابل 16.7 مليار جنيه
  • المصرية للاتصالات: حصلت على الرخصة الرابعة في 18 سبتمبر/أيلول 2017، لتصبح أول مشغل متكامل في السوق المصري

أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري

أبرز أزمات انقطاع الإنترنت في مصر

 شهدت مصر سلسلة من أزمات انقطاع الإنترنت التي تركت آثارًا واضحة على مختلف جوانب الحياة، ومنها:

انقطاع الإنترنت خلال ثورة 25 يناير 2011

تُعد هذه الأزمة واحدة من أبرز وأشهر حوادث انقطاع الإنترنت في تاريخ مصر في أواخر يناير/كانون الثاني 2011، ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية، وحسب ما نقله موقع””global freedom expression” قامت الحكومة آنذاك بقطع شبه كامل لخدمات الاتصالات، بما في ذلك خدمات الإنترنت، من قبل مشغلي الاتصالات الثلاثة، فودافون وموبينيل واتصالات، دون إشعار مسبق، وأوضحت شركات الاتصالات أن الإغلاق المفاجئ تم وفقًا لأوامر السلطات المختصة الصادرة وفقًا للعقود المبرمة بين الشركات والحكومة.

انقطاعات الكابلات البحرية (حوادث متكررة)

مصر هي نقطة عبور حيوية للعديد من الكابلات البحرية التي تربط أوروبا وآسيا وأفريقيا، وعلى مر السنوات شهدت مصر تطورًا ملحوظًا في التعامل مع انقطاعات الكابلات البحرية وتعتمد مصر على 3 كابلات بحرية رئيسية:

  • كابل FLAG (20 ليفاً ضوئيًا)
  • كابل SMW4 (20 ليفاً ضوئيًا)
  • كابل SMW3 (أقدمها ويحمل اتصالات صوتية أيضًا).

شهدت البلاد انقطاعات متكررة في هذه الكابلات بسبب حوادث مختلفة:

تفاصيل أعطال الإنترنت في 2008

شهدت مصر في هذا العام انقطاعًا كبيرًا لخدمة الإنترنت ومعها وعدة دول أخرى في الشرق الأوسط وجنوب آسيا بسبب أعطال في كابلين بحريين رئيسيين هما “سي.مي.وي فور” و”فلاج”، أدى هذا الانقطاع إلى تعطل خدمات الإنترنت بنسب متفاوتة في مصر، حيث تأثرت شركات تقديم خدمات الإنترنت ومراكز الاتصال بشكل كبير.

تفاصيل أعطال انقطاع ديسمبر/كانون الأول 2010

أعلنت وزارة الاتصالات عن حدوث عطل مفاجئ في الكابل البحري SMW3 الذي يربط بين الشواطئ المصرية ووحدة التفريع الأولى، الواقعة على بعد 250 كيلومترًا في البحر الأبيض المتوسط، ولم يُكشف بعد عن السبب الدقيق وراءه في ذلك الوقت إلا أن التوقعات الأولية كانت تشير إلى أن سوء الأحوال الجوية قد يكون العامل الرئيسي وراء هذا الخلل.

تفاصيل أعطال انقطاع عام 2013

تعطل كابل SMW4 بين مصر وإيطاليا، مما أثر على اتصالات دول الخليج والهند وجنوب شرق آسيا.

عطل الاتصال بمصر في 5 ديسمبر/كانون الأول 2023

أفادت الشركة المصرية للاتصالات بحدوث عطل فني تسبب في تعطيل خدمات الإنترنت في عدد من المناطق بمصر، وأوضحت الشركة أن المشكلة نتجت عن خلل في أحد الأجهزة الرئيسية للشبكة.

أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري

7 يوليو/تموز 2025 (حريق سنترال رمسيس)

وقع حريق كبير في سنترال رمسيس التاريخي بوسط القاهرة، وهو أحد أهم مراكز الاتصالات في مصر، تسبب الحريق في تعطل ملحوظ في خدمات الإنترنت والاتصالات في مناطق واسعة من القاهرة الكبرى ومحافظات أخرى، وقد أثر هذا الانقطاع على العديد من القطاعات الحيوية مثل الخدمات البنكية والدفع الإلكتروني وتداولات البورصة.

 بالإضافة إلى ذلك صعوبة في إجراء المكالمات بين الشبكات المختلفة، وأكدت السلطات المصرية ووزارة الاتصالات أن الخدمة ستعود تدريجيًا خلال 24 ساعة، وأن مصر لا تعتمد على سنترال واحد فقط في بنيتها التحتية للاتصالات.

أشهر انقطاعات الاتصالات في التاريخ المصري

ما هي الأسباب الشائعة لانقطاعات الاتصالات؟

تعدد أسباب انقطاع الإنترنت بين تقنية وبيئية وأمنية، تبرز الحاجة إلى فهم هذه الأسباب وكيفية التعامل معها، وتتراوح هذه الأسباب فيما يلي:

  • أعطال المعدات: قد يتعطل جهاز التوجيه أو المودم بسبب تلف الأجهزة أو تقدم عمرها الافتراضي، مما يتطلب إعادة تشغيلها أو استبدالها.
  • الطقس السيء: العواصف والأمطار الشديدة والرياح القوية قد تتسبب في تلف الكابلات أو تعطيل إشارات الشبكة، خاصةً في المناطق المعرضة للظروف الجوية القاسية.
  • تلف الكابلات: قد تنقطع كابلات الإنترنت بسبب أعمال الحفر أو الحوادث أو التآكل الطبيعي، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمة في مناطق معينة.
  • الازدحام الشبكي: عند زيادة عدد المستخدمين في وقت واحد (مثل ساعات الذروة)، قد تصبح الشبكة بطيئة أو تنقطع بسبب ضغط الزيادة على السعة الترددية.
  • الهجمات الإلكترونية: التعرض لاختراقات أو هجمات إلكترونية قد يعطل خدمات الإنترنت، سواءً عبر تعطيل البنية التحتية أو اختراق أنظمة مزود الخدمة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً