خطة عسكرية واضحة وضعتها البحرية الصينية لمستقبلها ويبدو أنها تسير على الطريق الصحيح.
فبناء حاملة الطائرات الصينية “تايب 003” يضع بكين على المسار الصحيح لامتلاك 6 حاملات طائرات بحلول 2035، مما يمنحها القدرة على منافسة البحرية الأمريكية.
وفي تصريحات لقناة “CCTV” الصينية الرسمية، قال محللون عسكريون صينيون إن بحرية الجيش الصيني في طريقها لاستلام حاملة طائراتها الثالثة بحلول نهاية العام.
ويستمر العمل على حاملة الطائرات “تايب 003 فوجيان”، ثاني حاملة طائرات محلية الصنع في بكين، والتي تخضع للتجارب البحرية منذ مايو/أيار من العام الماضي. وقد أمضت حاملة الطائرات الصينية الجديدة أكثر من 100 يوم في البحر حتى الآن، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.
ماذا نعرف عن فوجيان؟
وتعد “تايب 003 فوجيان” حاملة طائرات مميزة فهي الأولى التي تُنتج محليًا كما أنها أكثر تطورًا من حاملتي الطائرات الصينيتين العاملتين حاليًا.
والسفينة الحربية التي تعمل بالطاقة التقليدية مُجهزة بمنجنيقات كهرومغناطيسية تُعزز قدرتها على إطلاق الطائرات، مقارنةً بمنحدر القفز التزلجي المُستخدم في حاملتي الطائرات “لياونينغ” من طراز 001 و”شاندونغ” من طراز 002.
ومن المتوقع أن تعمل حاملة الطائرات “فوجيان” من طراز 003 مع مقاتلة “شنيانغ جيه-35” الصينية متعددة المهام، ثنائية المحرك، من الجيل الخامس، وشملت أحدث التجارب البحرية، التي أُجريت الشهر الماضي، عمليات طيران باستخدام طائرة “جيه-35”.
وبإزاحة تتراوح بين 80,000 و85,000 طن، ستكون حاملة الطائرات -أيضًا- أكبر سفينة حربية في خدمة البحرية الصينية، وثالث أكبر نوع في العالم بعد حاملة الطائرات “نيميتز” التابعة للبحرية الأمريكية، وحاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية من فئة “جيرالد ر. فورد”، والتي تزيد إزاحتها عن 100,000 طن.
ومع ذلك، يتردد أن نظام المنجنيق الكهرومغناطيسي أكثر تطورًا من المنجنيقات البخارية المستخدمة في سفن فئة نيميتز، حيث واجهت البحرية الأمريكية مشاكل مع نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي (EMALS)، لدرجة أنه خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب انتقد هذه التقنية، وأعرب عن تفضيله للمنجليقات البخارية التقليدية.
ومنذ عودته إلى المكتب البيضاوي، تراجعت حدة انتقاد ترامب لهذه التقنية، ربما نظرًا لاستخدام الصين لنظام المنجنيق الكهرومغناطيسي على أحدث حاملة طائرات لديها.
ويمكن لنظام المنجنيق الجديد أن يسمح لحاملة الطائرات من طراز 003 بإطلاق مقاتلات ثقيلة، وطائرات حرب إلكترونية، وحتى طائرات إنذار مبكر وتحكم محمولة جوًا وهو الأمر الذي سيعزز بشكل كبير قدرات البحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي وما وراءه.
مزايا استراتيجية
وسيمكن تشغيل حاملة الطائرات الجديدة البحرية الصينية من العمل في وقت واحد في بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، وغرب المحيط الهادئ لكن لم يتضح بعد في أي منطقة عملية سيتم نشر “فوجيان”.
وستعزز حاملة الطائرات قدرات البحرية الصينية في المياه العميقة، حيث ستتمتع الحاملة بالمدى والقدرة على التحمل اللازمين للعمل في المحيط الهندي وما وراءه.
ومع دخول فوجيان للخدمة، سواءً في وقت لاحق من العام الجاري أو أوائل العام القادم، ستكون بكين قد وصلت إلى منتصف الطريق نحو هدفها المتمثل في نشر 6 حاملات طائرات بحلول عام 2035.
وفي مايو/أيار الماضي، نشر “ناشيونال إنترست” مقالا لهاريسون كاس جاء فيه إن “الصين ترغب في المزيد من حاملات الطائرات لدعم أهداف السياسة الخارجية للرئيس شي جين بينغ بشكل أفضل، والتي دعت إلى موقف أكثر حزماً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ” وأوضح أنه مع تطوير حاملة طائرات رابعة، أصبحت بكين في وضع جيد للوفاء بهذا الموعد النهائي.
وأضاف “تذكروا أن الصين لم تنشر حاملة طائراتها الأولى إلا في عام 2016 وهي حاملة الطائرات المُجدّدة، لياونينغ.. أما حاملة الطائرات الصينية الثانية، شاندونغ المصنعة محلياً، فلم يتم نشرها حتى عام 2017”.
لكن “لياونينغ” و”شاندونغ” تُعتبران حاملتي طائرات متواضعتين نسبيًا، بدون طاقة نووية أو أنظمة إطلاق مقلاع، مما يعني أن قدرتهما على التحمل ومعدلات توليد الطلعات الجوية لديهما محدودة مقارنةً بنظيرتيهما الأمريكيتين.
وبالتالي، لا تزال بكين بعيدة عن سد الفجوة مع البحرية الأمريكية، التي من المرجح أن تمتلك حوالي 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في الخدمة بحلول عام 2035.
كما أن قدرات أقدم حاملتي طائرات تابعتين للبحرية الصينية ستكون محدودة للغاية لدرجة أنه قد يتم تقليصهما إلى سفن تدريب.
ورغم قوة صناعة بناء السفن في الصين، فمن المرجح أنها لن تتمكن من تغيير حاملتي الطائرات القديمتين بسفن أحدث؛ مما يعني أنه حتى لو حققت هدفها بحلول عام 2035، فإن حاملات الطائرات الست لدي بكين ستظل على الأرجح أقل أداءً من حاملات الطائرات الأمريكية.
من جهة أخرى، ستحدّ حاملتا الطائرات الهنديتان من بعض طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كما أن جهود اليابان لتحويل حاملتي طائرات الهليكوبتر متعددتي الأغراض إلى حاملتي طائرات فعليتين ستؤدي إلى تعقيد خطط بكين وهو ما يعني أن مواجهةً حامية الوطيس ستلوح في الأفق بين حاملات الطائرات في غرب المحيط الهادئ.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز