أطلقت منظمة الصحة العالمية مناشدة عاجلة لرفع أسعار المشروبات المُحلّاة، والكحوليات، ومنتجات التبغ بنسبة 50% على مدار السنوات العشر المقبلة، وذلك من خلال زيادة الضرائب المفروضة عليها، في خطوة تهدف إلى معالجة مشكلات الصحة العامة المزمنة.
وأكدت المنظمة في مناشدتها أن هذه الطريقة تُعد الوسيلة الأنجع للمساعدة في تقليل استهلاك هذه المنتجات، التي تسهم في الإصابة بأمراض مثل داء السكري وبعض أنواع السرطان، مشيرة إلى أن الإيرادات المتوقعة من الضرائب يمكن أن تسهم أيضًا في تقليص الدين العام.
ضرائب التبغ والكحوليات.. مقترح ممتد لعقود
وخلال مؤتمر الأمم المتحدة للتمويل من أجل التنمية في مدينة إشبيلية، دشّنت منظمة الصحة العالمية هذه المبادرة، داعيةً الدول إلى فرض ضرائب على التبغ ورفع أسعاره، وهو مطلب طالبت به المنظمة لعقود، إلى جانب فرض ضرائب على الكحوليات والمشروبات المُحلّاة، وبالأخص زيادة أسعار هذه المنتجات الثلاثة.
وقدّرت المنظمة أن المبادرة يمكن أن تُحقق ما يصل إلى تريليون دولار من العائدات بحلول عام 2035، استنادًا إلى دراسات وأدلة تم جمعها من دول مثل كولومبيا وجنوب أفريقيا.
ووفقًا لوكالة رويترز، فإن مؤسسة بلومبرغ الخيرية والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يدعمون هذه المبادرة الضريبية لمنظمة الصحة العالمية.
وقد أطلقت المنظمة على المبادرة اسم “3 × 35″، في إشارة إلى المشروبات المحلّاة، والكحوليات، ومنتجات التبغ، مؤكدة أن استهلاك هذه المنتجات يُفاقم من الأوبئة الناجمة عن الأمراض غير السارية.
75% من الوفيات مرتبطة بالمنتجات الثلاثة
يسهم استهلاك المنتجات الثلاثة في انتشار أمراض القلب والسرطان وداء السكري، والتي تُشكّل أكثر من 75% من إجمالي الوفيات على مستوى العالم.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن زيادة أسعار هذه المنتجات لمرة واحدة بنسبة 50%، يمكن أن تحول دون وقوع 50 مليون حالة وفاة مبكرة على مدى الخمسين عامًا المقبلة، وهي نسبة كبيرة من إجمالي الوفيات حول العالم.