في دراسة أجراها باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم، تبين أن النساء يجدن الرجال ذوي الأجسام الممتلئة نسبيًا أكثر جاذبية.
ووفقًا لما نشر في مجلة “Personality and Individual Differences”، فإن مؤشر كتلة الجسم (BMI) الأكثر جاذبية للرجال يتراوح بين 23 و27، أي ضمن الفئة التي يصنفها الطب على أنها “وزن زائد” أو على حدود الوزن الطبيعي.
هل السمنة الخفيفة عامل جذب؟
أوضح الباحثون أن الدهون الزائدة في الجسم ترتبط بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ما قد يجعلها من منظور تطوري، مؤشرًا غير مباشر على خصوبة الرجل وجودته كـ”شريك”.
وأشاروا إلى أن هذا العامل البيولوجي قد يكون سببًا في انجذاب النساء (والرجال أيضًا) إلى الأجسام غير النحيلة تمامًا.
تغير معايير الجاذبية عبر الزمن
منذ خمسينيات القرن الماضي، مر مفهوم الجسم “المثالي” بتحولات كبيرة، ففي زمن مارلين مونرو وهند رستم، كانت السمنة الخفيفة رمزًا للأنوثة والجمال، بينما فرضت التسعينيات موضة الجسم النحيل.
ولكن ورغم دراسة الكثير عن أجسام النساء، فإن الدراسات حول شكل الجسم المثالي للرجال كانت نادرة حتى اليوم.
صور بلا وجوه
للوصول إلى نتائجهم، استخدم الباحثون عينة مكونة من 283 مشاركًا من الصين، ليتوانيا، والمملكة المتحدة، وقد عرضت عليهم 15 صورة لرجل من دون إظهار وجهه، وتفاوتت الصور حسب مؤشر كتلة الجسم من 20.1 إلى 33.7.
وطُلب من المشاركين تقييم الصور بناءً على مقياس من 1 إلى 9، حيث يمثل الرقم 9 أعلى درجة من الجاذبية.
لماذا يتفق الرجال والنساء على نفس الشكل؟
الغريب أن الرجال أيضًا فضلوا هذه الأجسام الممتلئة نسبيًا، وهو ما أرجعه الباحثون إلى أسباب تطورية، ففي المجتمعات، من المفيد بيولوجيًا أن يدرك كل من الرجال والنساء مفهوم الجاذبية بنفس الطريقة، بما يضمن التوافق في اختيارات الشركاء.
هل يعد هذا خبرًا سارًا للرجال؟
بحسب الدراسة، فالأجسام التي كانت تعد “زائدة الوزن” في بعض المعايير الطبية أصبحت الآن أكثر جاذبية بصريًا في عيون النساء، خاصة عند التواجد ضمن مؤشر كتلة جسم بين 23 و27.
الوضع مختلف عند النساء
في المقابل، لا تنطبق هذه القاعدة على النساء، فبحسب دراسات سابقة، ما زال الرجال يفضلون النساء ذوات القوام النحيف، حتى وإن كان ذلك أحيانًا أقل من المستوى الأمثل صحيًا أو تطوريًا.
واستنتج الباحثون أن النساء أكثر حساسية تجاه السمنة في تقييم الجاذبية، على نحو يتماشى مع التوقعات التطورية، التي تميل لربط النحافة بالخصوبة والصحة.