هاي كورة – ( كريستين كوبيرو – الموندو ) مقال صحفي
“أعترف أن مشاريع البناء دائمًا ما تثير بداخلي شعورًا غريبًا من الفضول والانجذاب، يكفي أن أرى رافعة ترتفع في الأفق حتى أبدأ في التساؤل: ما الذي تُشيده؟ ولمن؟ هناك شيء درامي في الأمر، شيء يشبه الانتظار الذي يعتصر أعصاب المسافرين الواقفين في طوابير طويلة عند مراقبة الجوازات في مبنى الركاب رقم 4 بمطار أدولفو سواريز بمدريد، بينما تفوتهم رحلاتهم.
كنت أجد نفسي جالسًا على كرسي شاطئ قابل للطي أمام تلك الورش الضخمة، أتأمل في ما يشبه المشاريع الفرعونية، رغم أن صخب العمال وخوذاتهم الصلبة يضغط على أعصابي، وتيرة العمل بطيئة، أقرب إلى الإيقاع الكاريبي… الكثير من الاستحواذ، وقليل من الحسم، هذا ما يحدث تمامًا في كامب نو.
وتُقدر أعداد من سيعودون لحضور كأس غامبر في الاستاد بحوالي 35 ألف عضو فقط، وذلك إن حصلت كل التصاريح اللازمة لكن الرغبة الجارفة في مشاهدة الرقم 10 مجددًا في كامب نو تُلهب الحنين، ورغبة المشجعين كبيرة في اقتحام “الملعب الجديد” والجلوس في مقاعدهم واكتشاف الفارق – الفارق الذي لا يجعلهم يشعرون أنهم في سانتياغو برنابيو، حيث المقاعد تبدو وكأنها خرجت لتوها من جهاز طرد مركزي بفعل صغر حجمها.
لا داعي للقلق لامين يامال، الرقم 10 الجديد، هنا ليبقى لسنوات طويلة، التسرع في البناء ليس حلاً، كامب نو صُمم ليكون أفضل ملعب في العالم، وسيظل كذلك، نعم، ربما كانت الشركة التركية المنفذة مفرطة في التفاؤل، ولم تأخذ في الحسبان أن موجة حر واحدة كفيلة بتغيير الخطة.
فلتتحلوا بالصبر، كما فعل لاعبو لا ماسيا، لامين يامال جاء ليحمل إرث مارادونا، رونالدينيو، وميسي، فاصبروا عليه، واصبروا على من يرافقه… وكما سيكون لامين “رقم 10″ الحقيقي، فإن كامب نو الجديد سيحمل هو الآخر الرقم 10 عن جدارة.”
