مرحلة توسع كبيرة تشهدها الصناعة الدفاعية الروسية في إنتاج دبابات القتال الرئيسية، مع خطط طموحة لرفع الإنتاج السنوي إلى مستويات تعود بها روسيا إلى حقبة الاتحاد السوفياتي.
ويشير تقرير لمجلة “مليتري ووتس” إلى التوقعات بوصول إنتاج الدبابات الروسية إلى حوالي 1000 دبابة سنويًا بحلول منتصف عام 2028، ثم سيتضاعف ليصل إلى 3000 دبابة سنويًا بحلول منتصف عام 2035، وهو رقم يعادل تقريبًا معدلات الإنتاج السوفياتية في أوج قوتها.
ووفق التقرير فإن التوقعات بوصول إنتاج الدبابات الروسية إلى حوالي 1000 دبابة سنويًا بحلول منتصف عام 2028، ثم سيتضاعف ليصل إلى 3000 دبابة سنويًا بحلول منتصف عام 2035، وهو رقم يعادل تقريبًا معدلات الإنتاج السوفياتية في أوج قوتها.
قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، كان الجيش الروسي يحصل على دبابات بوتيرة بطيئة للغاية، حيث بلغ متوسط الإنتاج نحو دبابة واحدة سنويًا في بعض الفترات، رغم أن المصانع كانت تنتج أكثر من 80 دبابة سنويًا، معظمها للتصدير.
لكن تصاعد الصراع في أوكرانيا، دفعت الصناعة العسكرية الروسية إلى مضاعفة إنتاجها ثلاث مرات خلال عامين فقط، حيث أشارت التقديرات إلى إنتاج ما بين 280 و300 دبابة خلال عام 2024.
مصنع “أورالفاغونزافود” ومحاولات إحياء مصانع أخرى
يرتكز هذا المشروع الطموح على مصنع وحيد نشط حاليًا هو “أورالفاغونزافود”، الذي كان أحد ثلاثة مصانع رئيسية للدبابات في الحقبة السوفياتية.
أما المصنعان الآخران فقد شهدا مصيراً مختلفاً، حيث أُعلن مصنع أومسكترانسماش القريب من كازاخستان إفلاسه أوائل الألفية، بينما توقف مصنع “ماليشيف” الأوكراني عن العمل تماما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي رغم إنتاجه كميات محدودة من دبابات تي-80 المطورة.
محور الإنتاج: تي-90 وإحياء تي-80
تهيمن دبابات تي-90 (النسخة المطورة من الدبابة تي -72) على خط الإنتاج الحالي، مع توقعات بتصنيع 400 دبابة من طراز تي-90 إم المعدلة في 2025.
وتتجه الخطط الموازية لإحياء إنتاج تي-80 في مصنع أومسكترانسماش بعد توقف دام 29 عاماً.
وقد شكّل استئناف تصنيع محركات التوربين الغازي الفريدة في أبريل/نيسان 2024 إنجازاً حاسماً يُعزز احتمالية عودة هذا الطراز للخدمة، رغم عدم وضوح الجدول الزمني.
وتتميز تي-90 إم بمدفع عيار 125 ملم، وأنظمة حماية متطورة تشمل دروعًا تفاعلية وحماية إلكترونية ضد الطائرات بدون طيار، مما يجعلها من أقوى الدبابات في العالم.
في المقابل، تُعتبر تي-80 نسخة أكثر تطورًا وتكلفة، وتتميز بمحرك توربين غازي يمنحها سرعة عالية وقدرة مناورة ممتازة. ومن المتوقع أن تتفوق النسخة المحسّنة من تي-80 على تي-90إم، وربما تتضمن تقنيات مشتركة مع مشروع الدبابة المستقبلية تي-14، مثل البرج غير المأهول الذي يُدار عن بعد.
مستويات الحقبة السوفياتية
في ذروة الاتحاد السوفياتي، كان الإنتاج السنوي للدبابات يتجاوز 4000 وحدة، ما منح روسيا تفوقًا استراتيجيًا في القوة المدرعة.
واليوم تخطط روسيا لإعادة هذا المستوى من الإنتاج، من خلال دمج إنتاج دبابات تي-80 و تي-90 بنموذج “متطور ومنخفض التقنية”، بهدف إنتاج نحو 3000 دبابة سنويًا بحلول منتصف الثلاثينيات.
رغم هذه الطموحات، تواجه روسيا تحديات كبيرة تتعلق بتمويل الإنتاج وتحديث الدبابات، خصوصًا مع استمرار العقوبات الغربية التي تؤثر على توريد المكونات الرئيسية.
كما تبقى هناك تساؤلات حول مدى اعتماد دبابة تي-14 التي طال انتظارها، والتي من المتوقع أن تقدم قفزة نوعية في التكنولوجيا المدرعة، بالإضافة إلى قدرة روسيا على إعادة بناء مخزونها من الدبابات الذي استُنزف بشدة منذ بداية النزاع في أوكرانيا.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز