في خطوة تعكس مؤشرات متزايدة على تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في إطار ما يمكن تسميته بـ”هدنة تقنية”، أعلنت واشنطن رفع القيود المفروضة على تصدير برمجيات تصميم الرقائق الإلكترونية (EDA) ومنتجات الإيثان إلى بكين، بعد أشهر من فرضها ضمن سلسلة من الإجراءات المتبادلة بين البلدين.
وأكدت شركات Synopsys وCadence Design Systems وSiemens، وهي من أكبر مطوري برمجيات التصميم الإلكتروني في العالم، أنها بدأت في استعادة إمكانية وصول العملاء في الصين إلى برامجها وتقنياتها، بعد إشعار رسمي من وزارة التجارة الأمريكية بإلغاء القيود التي كانت مفروضة مؤخرًا.
وقالت شركة Siemens في بيان لها، إنها استأنفت عمليات البيع والدعم الفني للعملاء الصينيين، ما أسهم في ارتفاع سهمها بنسبة 1.7% بعد افتتاح جلسة التداول اليوم.
من جانبها، أوضحت شركة Synopsys أنها تتوقع استكمال التحديثات الفنية اللازمة لإعادة تمكين العملاء الصينيين من الوصول إلى خدماتها خلال ثلاثة أيام عمل.
رفع القيود على صادرات الإيثان
في وقت سابق من اليوم ذاته، تلقى منتجو الإيثان الأمريكيون إشعارات من الحكومة الأمريكية بإلغاء متطلبات تراخيص التصدير إلى الصين، التي فرضت في مايو ويونيو ضمن الإجراءات الانتقامية المتعلقة بالنزاع التجاري بين البلدين.
وكانت هذه القيود، إلى جانب إجراءات أخرى، قد فرضت ردًا على إعلان الصين في أبريل الماضي تعليق صادرات “العناصر الأرضية النادرة” والمغناطيسات المرتبطة بها، ما هدد سلاسل التوريد العالمية في قطاعات رئيسية مثل السيارات والطيران والدفاع.
اتفاق إطاري جديد
وأعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، التوصل إلى إطار اتفاق مع الجانب الأمريكي يقضي بأن تقوم الصين بمراجعة طلبات تصدير المواد الخاضعة للرقابة، في مقابل قيام الولايات المتحدة بإلغاء القيود المقابلة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع على المحادثات الأمريكية قوله: “الولايات المتحدة صعدت من أجل التهدئة”، موضحًا أن “القيود التي فرضت كانت تهدف إلى دفع الصين للتراجع عن قرارها بشأن المعادن النادرة”.
وتوقع المصدر، أن يتم رفع المزيد من القيود خلال الأسابيع المقبلة، مع التزام الجانبين بالإطار التوافقي الجديد، والعودة التدريجية إلى الوضع الذي كان سائدًا في فبراير ومارس الماضيين.
ضغوط على صناعة الرقائق
وتعد برامج التصميم الإلكتروني حجر الأساس في صناعة الرقائق، وقدرت وكالة “شينخوا” الصينية الرسمية في أبريل الماضي أن شركات Synopsys وCadence وSiemens تستحوذ على أكثر من 70% من سوق برمجيات التصميم في الصين، ما يعني أن القيود الأمريكية كانت ستؤثر سلبًا على طموحات بكين في هذا القطاع الحيوي.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة قد ألغت قيودًا على صادرات “حساسة” أخرى، بما في ذلك تعليق تراخيص شركة GE Aerospace لتوريد محركات طائرات C919 الصينية، وتعليق صادرات المعدات النووية للمفاعلات الصينية.