أعلن الرئيس دونالد ترامب الأربعاء التوصل الى اتفاق تجاري مع فيتنام تُعفى بموجبه المنتجات الأمريكية الداخلة إليها من الرسوم الجمركية، بينما تُفرض على الصادرات الفيتنامية إلى الولايات المتحدة رسوم إضافية بنسبة 20% على الأقل.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” قبل أسبوع من إعلانه إعادة فرض رسوم جمركية مرتفعة على عشرات الشركاء التجاريين، “لقد توصلتُ للتو إلى اتفاق تجاري مع فيتنام”.
وأوضح في رسالة أخرى أن جميع السلع التي مصدرها فيتنام ستُفرض عليها رسوم إضافية بنسبة 20% عند دخولها الولايات المتحدة.
وفقا لوكالة “فرانس برس” ستُضاعف هذه الرسوم الإضافية إلى 40% إذا وصلت المنتجات من فيتنام ولكن تم إنتاجها في مكان آخر.
وأضاف ترامب “في المقابل، ستفعل فيتنام شيئا لم تفعله من قبل، من خلال منح الولايات المتحدة إمكان الوصول الكامل إلى سوقها. هذا يعني أننا سنتمكن من بيع منتجاتنا إلى فيتنام بدون أي رسوم جمركية”.
ولا شك أن بنود هذا الاتفاق، كما أفاد دونالد ترامب، ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار الأحذية والملابس التي تُصدرها هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا بكميات كبيرة إلى الولايات المتحدة.
ولكن يبدو أن هذا هو الثمن الذي اضطرت هانوي إلى دفعه لتتفادى بذلك فرض رسوم جمركية أشد بنسبة 46%.
تم التوصل إلى الاتفاق الأربعاء خلال مكالمة هاتفية بين دونالد ترامب وتو لام، الأمين العام للحزب الشيوعي والزعيم الفعلي لفيتنام، حسبما أفادت العاصمتان.
وفي بيان لم يتطرق إلى حجم الرسوم الجمركية الجديدة بين البلدين، قالت الحكومة الفيتنامية إن ترامب “أعرب عن تقديره لالتزام فيتنام بإعطاء أفضلية لدخول المنتجات الأمريكية إلى أسواقها، بما في ذلك السيارات الفخمة وذات المحركات الكبيرة”.
تُعدّ الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات فيتنام التي وصلت قيمتها إلى 57 مليار دولار أمريكي في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، ولا سيما من المنسوجات والأحذية.
وارتفعت أسهم شركات الملابس والمعدات الرياضية في البداية في وول ستريت عقب الإعلان عن الاتفاق، قبل أن تتراجع بعد رسالة دونالد ترامب الثانية، التي كشف فيها عن التنازلات التي قدمتها هانوي.
وادت العلامات التجارية التي يتم تصنيع ملابسها جزئيا في فيتنام لترتفع قليلا بعد تراجعها مسجلة زيادة بنسبة 0,60% و0,22% و1,03% لشركات غاب ورالف لورين ولولومون على التوالي.
أحدث دونالد ترامب صدمة في أوائل أبريل/نيسان بإعلانه فرض رسوم جمركية “متبادلة” على سائر دول العالم بحد أدنى 10% على أن تُرفع إلى 50% على الدول التي تُعتبر ضعيفة الأداء لأنها تُصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد من المنتجات الأميركية.
في مواجهة الصدمة والذعر في الأسواق المالية، علق ترامب الرسوم الجمركية الأكثر صرامة لمدة 90 يوما لإتاحة الوقت للمفاوضات.
واليوم الأخير للمهلة التي حددها ترامب هو 8 يوليو/تموز، مما يعني أنه يمكن أن يعيد فرض الرسوم الجمركية العقابية في 9 يوليو/تموز.
منذ أسابيع، لا يوفر وزير الخزانة سكوت بيسنت أي فرصة ليؤكد أن أولوية واشنطن هي التوصل إلى اتفاق مع “15 إلى 18” من شركائها التجاريين الرئيسيين الذين يواصل دونالد ترامب الضغط عليهم لإبرام “صفقات” كما يسميها، تراعي المصالح الأميركية.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، هدد ترامب طوكيو بفرض رسوم جمركية على المنتجات اليابانية تتجاوز ما أعلنه في بداية أبريل/نيسان، بنسبة 30% على الأقل.
ويزور المفوض الأوروبي ماروس سيفكوفيتش واشنطن هذا الأسبوع لمحاولة تجنيب الاتحاد الأوروبي مثل هذا المصير.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز