الرسالة الأخيرة.. جواب يكشف أمنية جنى فتاة المنوفية لمصر

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


بين التراب المتراكم تحت السرير، الذي حمل يومًا في أحضانه جنى، إحدى الفتيات الـ 18 اللائي فقدن حياتهن في ثوانٍ معدودة في حادثة المنوفية، تركت رسالتها الأخيرة المحملة بالأماني والأحلام، وعشقها لمصر.

رسالة لمصر من جنى ضحية حادثة المنوفية

جرح غائر في قلب والدة جنى، ذات الـ 14 عامًا، دفعها للبحث في غرفتها أملًا في أن تشتم آخر نسيم لربيع فتاة العنب، لتجد بين التراب المتراكم أسفل المرتبة رسالة الخلاص، خطتها ابنتها بيديها، وخبأتها تحت الوسادة، لترافقها في الأحلام.

رسالة جنى الأخيرة

وجهت جنى رسالتها لكل الدول المعادية لجمهورية مصر العربية، التي لا تستطيع قوة العدو العددية ولا حتى أسلحتهم النووية إخضاعها؛ لاعتمادها على قوى من نوع آخر أولها الإيمان، وثانيها الفداء والتضحية، وتابعت: “ياريت كل الدنيا تفهم، لن تسقط جمهورية مصر العربية، ودي رسالة لكل إرهابي لكل تكفيري، سواء من البلد أو برا البلد”.

رسالة جنى الأخيرة

بلد التاريخ قبل ما يضعوا القنابل

وزادت مريم في رسالتها، تمجيدًا بالتاريخ والتمسك بالهوية والأرض، فلو لزم الأمر فسيولد أمام كل شهيد 1000 ينزاعون الأعداء للحفاظ على أمن الوطن، متابعة: “إحنا أصلا التاريخ من قبل ما يضعوا القنابل والصواريخ، لو كنت مش شايف تبقى مكفوف إحنا التاريخ من أيام السيوف، لو حبيت تعمل في نفسك معروف، اتفضل اقرأ التاريخ وشوف، أنت ليه مش عايز تفهم يا سهيل؟ إحنا اللي عبرنا خط بارليف، والزعيم الراحل عبدالناصر قبل ما يموت قال هنحارب حتى بالنبوت، إحنا مش هاممنا الموت، ومهما كان في طريقنا أي شيء مخطوط هنعدي وهنفوت، ده مش كلامي ولا كلام بشر، ده كلام رب الملكوت لكل المتربصين، اوعوا تنسوا إحنا مين، إحنا مش أي دولة، إحنا مش أي شعب،  إحنا المصريين، اوعى حد فيكم ينسى إحنا مين”.

الموت مش عائق ومصر ولادة

أما في الورقة الأخرى فبدأتها جنى بذكر الموت، والذي لم تهابه في كلماتها، ولم تعتبره بمثابة العقبة في طريقها، وزادت في رسالتها: “إحنا بلد عندنا أصل وتاريخ وتقاليد وعادات، ومن عوايدنا وقت الشدة رجالة، هات ليا مصري أصيل مش بيجب بلده، استحالة!! مصر هتفضل فوق الروس متشالة، مصر هتفضل بلد الأمان”.

واختتمت: “مصر مذكوره في القرآن من رب الجلالة، هما فاكرين إن مصر هتخلص ولو ماتوا شوية هتنقص، لا دي مصر ولاده.. كل يوم بتزيد.. مات شهید بيتولد 10.. مات 10 بيتولد 100 وبرضو مصر هي هي، مصر الجميلة الأصيلة، هي دي دولة عادية، دي دولة شجاعة وإنسانية، إحنا من يوم ما اتولدنا بنحب مصر بلدنا وعلى رب الناس اعتمادنا، هنخليها أحسن لينا ولأولادنا، مهما كان الثمن غالي، هتفضلي يا بلدي في العلالي”.

جنى ضحية حادثة المنوفية

 وعن كواليس إيجاد الرسائل الأخيرة لجنى، فكانت قد جرت العادة بقريتها، بعد مرور أيام من وفاة الفقيد، على تنظيف وترتيب غرفته وغسل المفروشات وهنا كانت اللحظة الذي انكشف فيها الستار عن رسالة جنى الأخيرة، التي درست اللغة العربية وفضلتها للتعبير عن مشاعرها المكنونة لمصر.

لم يكتب لجنى الحظ الكافي لتصل لنهاية طريقها الذي كانت تأمله، فاتسمت بطموح جارف ورغبة متقدة في التعلم والتطور، ولكن وخلال صباح الجمعة الماضية، رحلت جنى يحيى فوزي رفقة 17 من زميلاتها اللاتي كن في طريقهن للعمل بقطف العنب، بالإضافة إلى أدهم سائق الميكروباص الذي كان من المتوجب أن يقلهن لوجتهن من قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية 

نتيجة جنى 

واستكمالًا للحزن ظهرت نتيجة جنى في الشهادة الإعدادية، بعد وفاتها بيوم واحد، لتعكس تفوق جنى لم يسعفها القدر لتفرح بنجاحها وتفوقها، وحصولها على مجموع 250 درجة من المجموع الكلي 280.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً