أزمة سياسية جديدة.. «يوليو العاصف» يضرب تايلاند

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



تايلاند تدخل مرحلة ضبابية غداة تعليق مهام رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا في ظل تكاثر القضايا الملحة التي ينبغي للحكومة معالجتها.

واليوم الأربعاء، تولّى وزير النقل سوريا جونغرونغريانغكيت (70 عاما) رئاسة الوزراء بالإنابة لكن مهمّته تنتهي غدا الخميس مع دخول التعديلات الوزارية حيّز التنفيذ.

وقال جونغرونغريانغكيت، في تصريحات إعلامية الأربعاء “سأبذل قصارى جهدي”.

ومن المرتقب أن يحلّ محلّه وزير الداخلية بومتام ويشاياشاي، في تغييرات حكومية عهدتها تايلاند التي يثني انعدام الاستقرار في المشهد السياسي المستثمرين عن إطلاق المشاريع فيها ويبقى سيف الانقلاب العسكري مسلطا فوق رقبتها.

ومن المتوقّع أن تستمرّ الأزمة أسابيع أو حتّى أشهرا، ريثما تبتّ المحكمة الدستورية في قضيّة بايتونغتارن المتّهمة بالإخلال بآداب المعاملة خلال مكالمة هاتفية مع الزعيم الكمبودي هون سين تمّ تسريب مضمونها.

وبايتونغتارن شيناواترا أو “أونغ إنغ” كما يلقّبها التايلانديون هي في الثامنة والثلاثين من العمر أصغر رئيسة وزراء عرفها البلد الآسيوي، وهي من عائلة لها طول باع في السياسة لطالما جسّدت البديل السياسي المطروح.

ارتدادات 

منذ انتخابات العام 2023 التي فاز بها حزب مؤيد للديمقراطية تمّ حلّه لاحقا، تعاقبت 3 شخصيات على رئاسة الحكومة في تايلاند.

وكان للأزمة السياسية الأخيرة ارتدادات على الأداء الاقتصادي للبلد الذي يسجّل نموّا أدنى من ذاك الذي تشهده الدول المجاورة والمنافسة له على الصعيد الإقليمي، مثل ماليزيا وفيتنام والفيليبين.

ويثير وضع المحرّكين الأساسيين للاقتصاد قلقا متزايدا، فالسياحة تعاني من تراجع أعداد الزوار الصينيين، والصادرات مهدّدة بزيادات جمركية أمريكية بنسبة 36 %.

وقد تعقّد هذه التطوّرات الأخيرة المفاوضات الجارية مع واشنطن، في ظلّ اقتراب مهلة التاسع من يوليو/تموز الجاري والتي من المفترض أن تسري بعد انقضائها رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية.

ويأتي ذلك بحسب ما جاء في تقرير صدر الأربعاء عن مجموعة “كابيتال إكونوميكس” التي حذّرت من “تداعيات سلبية على الاقتصاد والاستثمار” إذا ما طال أمد الأزمة.

ومن الملفّات الساخنة أيضا التي تواجه الحكومة، التوتّرات على الحدود مع كمبوديا التي بلغت مستوى غير مسبوق منذ نحو 15 عاما إثر مقتل جندي من الخمير في تبادل لإطلاق النار مع الجيش التايلاندي في منطقة متنازع عليها أواخر مايو/ أيار الماضي.

“انتخابات جديدة” 

ونفى رئيس الوزراء الكمبودي أمس الثلاثاء أيّ تدخّل في الشؤون الداخلية التايلاندية، معربا عن استعداده التحاور مع زعيم لديه “سلطة فعلية”.

ويتوقّع محلّلون أن تكلّف بايتونغتارن بحقيبة الثقافة في الحكومة الجديدة بالرغم من تعليق مهامها في رئاسة الوزراء، مع الإشارة إلى أن السطة الفعلية تبقى في يد والدها تاكسين الملياردير المثير للانقسام الذي تولّى الحكم بين 2001 و2006.

غير أن الأخير يتواجه أيضا مع القضاء ويحاكم بتهمة المساس بالذات الملكية التي قد تكلفه السجن لخمسة عشر عاما. وأقيمت جلسة الأربعاء في هذه القضيّة.

وتنمّ هذه الملاحقات القضائية في حقّ آل شيناواترا عن تضاؤل نفوذ العائلة بعد أكثر من 20 عاما في صدارة الساحة السياسية في البلد، بحسب خبراء.

وفي حال أقرّ القضاء بذنب بايتونغتارن، فقد تقال من منصبها في رئاسة الوزراء. و”إذا ما بقيت في السلطة، فستطلق احتجاجات”، بحسب شاتشاي سومابوت الموظّف البالغ 40 عاما الذي طالب بتنظيم “انتخابات جديدة”.

وفي الماضي، شكّل انعدام الاستقرار الحكومي ذريعة للجيش للاستيلاء على السلطة، وشهدت تايلاند نحو 10 انقلابات منذ نهاية الحكم الملكي المطلق في 1932، يعود آخرها للعام 2014.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً