مع اقتراب يوم عاشوراء في 10 محرّم، يتجدّد التساؤل حول صيام تاسوعاء ولماذا أوصى النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – بصيام يوم يسبقه، وما الحكمة الشرعية من ذلك.
يتساءل عدد كبير من المسلمين عن الحكمة من صيام يوم تاسوعاء، وهو التاسع من شهر محرّم، بالتزامن مع صيام يوم عاشوراء، العاشر من الشهر نفسه، والذي ورد في فضله أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر العلماء ثلاثة أسباب رئيسية لصيام تاسوعاء:
- أولًا: أن الهدف هو مخالفة اليهود، إذ كانوا يصومون اليوم العاشر فقط.
- ثانيًا: أن يُقرن يوم عاشوراء بيوم آخر قبله، وهو من المستحب في الصيام.
- ثالثًا: الاحتياط في تحديد يوم عاشوراء خشية حدوث خطأ في رؤية الهلال، فيكون تاسوعاء وفق الحساب الفلكي هو العاشر في الحقيقة.
لماذا شُرع صيام يوم عاشوراء؟
يرتبط صيام يوم عاشوراء بحدث تاريخي عظيم، حيث نجّى الله تعالى نبيّه موسى عليه السلام وقومه بني إسرائيل من فرعون وجنده. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:
“قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى شكرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”.
حكم صيام عاشوراء منفردًا
في فتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية، أوضحت أن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز شرعًا، إذ لم يرد نهي عن ذلك، ولمن صامه أجر وثواب، سواء صامه وحده أو قرنه بيوم قبله أو بعده، وإن كان يُستحب صيام يوم قبله أو بعده لمن تيسّر له ذلك.
وقد استندت دار الإفتاء إلى الحديث الثابت في “صحيح البخاري” عن ابن عباس رضي الله عنهما: “قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجّى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال: فأنا أحقّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”.
فضل صيام يوم عاشوراء
ليوم عاشوراء فضل عظيم، وصيامه معروف بين الأنبياء، فقد صامه نبي الله نوح وموسى عليهما السلام. وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم”.
كما أخرج مسلم في “صحيحه” عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء”.
وفي فضل صيامه، روى أبو قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله”. أخرجه مسلم في “صحيحه”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز