عركة كبيرة وخناقة لا تتوقف من عشرات السنين يحاول فيها كل الأطراف أن ينفضوا عن أكتافهم التهم عملًا بالمثل الشعبي الشهير “إحدف القرد”، عركة يشارك فيها الجميع على اختلاف نواياهم، فيهم من يحاول التنصل من مسؤولياته وفيهم من يحاول الانتقام وبين هذا وذلك حاجة بسيطة خالص.. “شعب”.
شعب غير مكترث بالعركة من الأساس – لأنه مش فاضي لها – لكنه يطاله منها كل “بوكس” والتاني وهو “لا بيه ولا عليه”، مرة البوكس “يفقده الوعي”، ومرة أخرى “يفقده حياته نفسها”، شعب يجري على لقمة العيش بالأميال ليلًا ونهارًا على الرغم مما يتعرض له من عراقيل توضع له في طريق حياته بفعل فاعل وعلى اختلاف الفاعلين من مسؤولين أو مواطنين أو حالة عامة متروكة على الكيف نتيجة غياب أو تغييب الوعي بشكل شبه ممنهج ومدروس يمكنك ملاحظتها في كل ما يحيط بك من قضايا وكيفية طرحها ومحاولات علاجها.
الموضوع أصبح “بايخ”، والكلام المكرر منذ سنوات وسنوات لم يعد له معنى وكأنك “بتحرت في البحر”، وكل محاولات السنوات السابقة للمساعدة الشعبية من أهل ومواطني هذا الوطن أصبحت “مركونة” وتم اعتبارهم “دقة قديمة” و”بلا قيمة” لأن لا أحد في الوقت الحالي يريد أن يسمع إلا جملة واحدة فقط، جملة “أنت مش غلطان ده هو اللي غلطان”.
سوف يصيح أحدهم متسائلًا: أين الحلول بعد هذا الكلام المتفلسف؟؟ وسيكون الرد بسيطًا.. الحلول موجودة في مئات الآلاف من المقالات التي تمت كتابتها وعشرات الآلاف من الأطروحات والحوارات التي تم تقديمها من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ومن خلال منظمات المجتمع المدني ومن خلال المتخصصين والعلماء.. ولكن كما قلت قبل قليل.. لا أحد يريد أن يسمع!
سوف تستمر “العركة” الأبدية بكل تفاصيلها “البايخة” وسوف يتكرر الأمر مرات ومرات لنفس الأسباب طالما لا توجد إرادة حقيقية للحل واعتراف حقيقي بالمشكلة من كل الأطراف.