“الطرش من أجل النجاح”.. سماعات الغش خطر خفي يهدد طلاب الثانوية العامة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


انتشرت في الآونة الأخيرة سماعات بلوتوث صغيرة الحجم بلون الجلد يصعب ملاحظتها، بشكل واسع بين طلاب الثانوية العامة، حيث تُستخدم كوسيلة للغش في الامتحانات. 

تُباع هذه السماعات عبر الإنترنت بأسعار زهيدة، لكنها تحمل مخاطر صحية قد لا يدركها كثير من الطلاب، وصلت في بعض الحالات إلى إجراء عمليات جراحية لاستخراجها من الأذن.

تُعد سماعات الأذن من وسائل الراحة الشخصية التي تساعد على الخصوصية ومنع الإزعاج، لكن الاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.

وأثار مقطع فيديو متداول عبر “فيسبوك”، جدلا واسعا، يوثق لحظة قيام شخص يُزعم أنه من طلاب الثانوية العامة، بإخراج “سماعة غش” دقيقة من أذنه، بمساعدة سيدة، مستخدمة “ملقاط معدني”.

وظهر الطالب في الفيديو عقب خروجه من لجنة الامتحان، بينما كانت السيدة تحاول سحب السماعة من أذنه وسط ضحكات وتعليقات من المحيطين، في مشهد أثار غضب أولياء الأمور والمتابعين، خاصة بعد تصريح الطالب ضاحكا أمام الكاميرا: “جت سليمة”، في إشارة إلى مروره بعملية الغش دون كشفه داخل اللجنة، وخروج السماعة دون حدوث أي أضرار له.

لاقى فيديو “سماعة الغش” ردود فعل غاضبة على “فيسبوك”، واعتبره كثيرون تجسيدا لمظاهر انهيار القيم التعليمية وتشجيعا علنيا على الغش، وسط مطالبات بمحاسبة الطالب وكل من شارك أو سهّل ارتكاب المخالفة.

خطورة استخدام سماعات الأذن الداخلية 

وأوضح استشاري السمعيات ورئيس قسم السمعيات السابق بمستشفى أم المصريين العام الدكتور شريف حسن النجار، أن هذه السماعات يمكن أن تؤدي إلى جروح في القناة الخارجية للأذن، والتي قد تتطور إلى التهابات شديدة و”خُراج” يصعب معه استخراج الجسم الغريب.

وأوضح النجار، في تصريحات لـ”تليجراف مصر”، أن داخل الأذن يحتوي على سائل شمعي يعمل على ترطيب الجلد وحماية الأذن من التلوث والحشرات، وتقوم الأذن بطرد الشمع بشكل طبيعي، لكن استخدام السماعات يعوق هذه العملية، مما يؤدي إلى تراكم الشمع وظهور مشاكل مثل صعوبة السمع، الالتهابات، والرطوبة الزائدة بسبب منع تدفق الهواء.

وأضاف النجار أن على الرغم من ضعف موجات سماعات البلوتوث، إلا أنها ترسل إشعاعات باتجاه الوجه أكثر من الأذن، مما يسبب صداعًا وشعورًا بالانزعاج، خاصة عند الاستخدام الطويل.

وحدد النجار أبرز الأضرار الناتجة عن استخدام سماعات الأذن الداخلية، والتي جاءت على النحو التالي:

  • تراكم شمع الأذن وصعوبة إزالته.
  • التهابات ناتجة عن توقف الأذن عن التنظيف الذاتي.
  • زيادة خطر العدوى البكتيرية والفطرية.
  • احتمال فقدان السمع بسبب ارتفاع الصوت وضغطه داخل الأذن.
  • تلوث ناتج عن قلة تنظيف السماعات.

وخلال السنوات الأخيرة، جرى ضبط عدد من حالات الغش التي يلجأ فيها الطالب إلى استعمال طرق غير تقليدية للغش، وفي هذا الإطار، برزت سماعات الغش التي يضعها الطالب في أذنه ليتلقى من خلالها الإجابات من خارج اللجان.

وفي كل موسم امتحانات تتطور هذه السماعات حتى وصلت إلى أنواع دقيقة جدًا من الصعب اكتشافها، وصل سعرها إلى 20 ألف جنيه في بعض المحافظات.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً