استراتيجية «الضغط المزدوج» بالصومال.. تحول نوعي ضد إرهاب «الشباب»

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



في تصعيد لافت يعكس تحولًا استراتيجيًا في أسلوب المواجهة، شرعت الحكومة الصومالية في تنفيذ ما وصفته بـ”استراتيجية الضغط المزدوج” ضد مسلحي حركة الشباب الإرهابية، من خلال ضربات جوية دقيقة وعمليات برية متزامنة في ولايتي هيران وشبيلي الوسطى.

وتأتي هذه الخطوة في إطار خطة شاملة تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للتنظيم الإرهابي واستباق هجماته عبر مزيج من القوة العسكرية والدعم الشعبي، في ظل تنسيق متزايد مع الشركاء الدوليين والعشائر والمليشيات المتحالفة مع الدولة.

ونفذت قوات الجيش الصومالي، بالتعاون مع شركاء دوليين ومحليين، عمليتين عسكريتين متزامنتين في إقليمي هيران وشبيلي الوسطى، أسفرتا عن مقتل عناصر من حركة الشباب وتدمير آلياتهم، إلى جانب إحراز تقدم ميداني في استعادة مناطق استراتيجية.

استهداف مراكز تحرك وتموين

ففي إقليم هيران، وتحديدا منطقة مباح، نفذت قوات الجيش الصومالي، بدعم من الشركاء الدوليين، عملية جوية محكمة وفق إعلام رسمي استهدفت تجمعا لعناصر حركة الشباب وأسفرت الضربة عن مقتل 18 مسلحا وتدمير آليتين عسكريتين كانت تُجهز لاستخدامها في المناورة والفرار من موقع الضربة.

وتُعد هذه العملية جزءًا من سلسلة ضربات نوعية ضمن الحملة الوطنية لتفكيك شبكات الإرهاب وسط الصومال، والتي تركز على شل قدرات الحركة في الإمداد والتنقل، لا سيما بعد تصاعد هجماتها ضد المدنيين وقوات الأمن مؤخرًا.

تحرك بري

بالتوازي مع العملية الجوية في هيران، شنت القوات الصومالية، بالتعاون مع مليشيات محلية تُعرف باسم “الماويسليدا”، عملية ميدانية موسعة في منطقة مسجد علي جدود في شبيلي الوسطى، عقب سيطرة حركة الشباب عليها مؤخرًا.

الموقع يحمل أهمية استراتيجية ورمزية وهو ما يفسر الإصرار الحكومي على استعادته بسرعة. ووفق إفادات السكان المحليين، فإن القوات الحكومية تتقدم باتجاه قرى توفيق ومناطق أخرى كانت تُستخدم من قِبل الحركة كمواقع انطلاق لعملياتها في الإقليم.

فيما قالت وزارة الدفاع الصومالية في بيان إن العملية البرية تأتي في إطار جهد شامل لتفكيك البنية التحتية للحركة في المناطق الريفية، التي كانت بمثابة ملاذات آمنة لعناصرها، ومراكز تخطيط وهجوم على المدن والطرق الحيوية.

ووفق مراقبين تظهر العمليتان العسكريتان، رغم اختلاف طبيعتهما ضربات جوية في هيران، وتحركات برية في شبيلي الوسطى تطورا في المنظور الاستراتيجي للحرب ضد الإرهاب في الصومال، إذ بات الجيش الصومالي يوظف تنسيقا عسكريا متعدد المستويات، يجمع بين الضربات الاستباقية المدعومة دوليا، والحراك الميداني القائم على دعم مليشيات محلية والدعم المجتمعي الميداني ما يعكس تحولا في تكتيكات مكافحة الإرهاب، وانتقالا من مرحلة الدفاع إلى الهجوم الاستباقي لاستعادة زمام المبادرة الأمنية.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً