على باب إحدى المدارس في محافظة الأقصر، يقف رجل أربعيني يرتدي بدلة أنيقة وربطة عنق، بثبات وهدوء، واضعًا إحدى يديه فوق الأخرى، ويترقب خروج نجله الذي يخوض الامتحان.
يقف الأب وسط عدد كبير من الأمهات اللاتي ينتظرن خروج أبنائها من لجنة امتحان مادة الفيزياء، بدلًا من والدته التي ودعت الدنيا قبل انطلاق موسم امتحانات الثانوية العامة.
في انتظار “دحيح الدفعة”
ظهر أيمن زاهر والد الطالب “باسم” الذي عُرف في وقت سابق بـ”دحيح الدفعة”، وهو ينتظره أمام باب لجنة امتحان الفيزياء، وهنا تحدثت إليه “تليجراف مصر”، فقال إن والدة ابنه توفيت قبل بدء الامتحانات، وهو ما سبب له أزمة نفسية حقيقية، لذا يأتي إلى المدرسة بدلًا من زوجته الراحلة ويقف مع الأمهات اللواتي ينتظرن أبنائهن الطلاب.
وفي وقت سابق، تصدّر “باسم” ترند المواقع البحثية بعد امتحان مادة اللغة العربية، حيث ظهر في مقطع فيديو بدا فيه منهارًا بسبب صعوبة الامتحان وضيق الوقت، فخرج من اللجنة وهو منهمر في البكاء.
الأب فسّر المشهد الذي ظهر به نجله في مقطع الفيديو، قائلًا إن ابنه باسم خرج من اللجنة الامتحانية دون أن يجد أمه في انتظاره مثل بقية زملائه، فهرع إلى المنزل وفتح كل الغرف يبحث عنها مثل المجنون، وهو في حالة هستيرية يبكي ويصرخ قائلًا: “انتِ فين يا ماما؟”.
وهنا ضم أيمن ابنه بين أحضانه محاولًا تهدئته حتى يجتاز محنته الصعبة، ويطمئنه بأنه يقف دائمًا بجانبه ولن يتركه، لذا أصر على انتظاره في ليكون أول من يراه لحظة مغادرته لجنة امتحان الفيزياء اليوم.
بمجرد خروج باسم وجد والده أمامه، وهو يقول له كلمات أراد أن يخفف بها وطأة محنته ويقلل حزنه على رحيل أمه: “أنا بابا وماما ومستنيك أهو يا حبيبي”.
من جانبه، قال باسم إن امتحان اللغة العربية كان طويلًا مقارنة بالوقت المخصص لإنهائه، وهو ما تسبب في انهياره أمام اللجنة، أما اليوم فقد خرج من اللجنة مرتاحًا ووصف امتحان الفيزياء بأنه بـ”كويس” والوقت مناسب.