أحدث الفوز الكبير لزهران ممداني بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات “عمدة نيويورك”، هزة ضخمة في وول ستريت، التي أكدت أنها ليست من مُعجبي «الاشتراكي».
ووفق ما أفادت شبكة “سي إن بي سي”، يشعر كبار المستثمرين وقادة الأعمال في نيويورك بغضب شديد إزاء الفوز المذهل الذي حققه ممداني، إذ قد يؤدي الفوز المُحتمل بالمنصب في الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إلى ما يكرهه عمالقة المال بشدة، وهو: زيادات ضريبية وتشديد اللوائح التنظيمية، الأمر الذي يُهدد مصالح الشركات والاستثمار.
هجرة جماعية الأثرياء
وصرح فيليب لافونت، مؤسس صندوق التحوط “كوتو مانجمنت”، لشبكة CNBC أن فوز ممداني قد يُؤدي إلى هجرة جماعية أخرى للمستثمرين الأثرياء.
ومنذ الجائحة، فرّت موجة من السكان الأثرياء والشركات المؤسسية من أكبر مدينة في البلاد إلى ولايات منخفضة الضرائب مثل فلوريدا وتكساس.
وقال لافونت، بعد إقرار حاكم نيويورك السابق أندرو كومو بالهزيمة بترشيح الحزب الديمقراطي “سيغادر البعض بالتأكيد”.
ولم ينتهِ الأمر بعد، إذ لا تزال هناك انتخابات، وربما يشارك فيها كومو كمرشح مستقل.
اشتراكي في موطن الرأسمالية الجامحة
ويتعارض تركيز ممداني على الاشتراكية وإعادة توزيع الثروة مع تفضيل وول ستريت للرأسمالية الجامحة والسياسات الداعمة للنمو، مثل تحرير الأسواق وانخفاض الضرائب.
وأيد الشاب البالغ من العمر 33 عامًا فرض ضرائب على فاحشي الثراء، والمعاملات المالية، والدخل السلبي مثل أرباح الأسهم.
كما أيد ضريبة ثروة على مستوى الولايات، ورفع معدلات ضريبة الدخل الهامشية على أصحاب الدخل المرتفع.
وصرح قطب صناديق التحوط، بيل أكمان، بأنه استيقظ يوم الأربعاء “مكتئبًا بعض الشيء” لفوز ممداني، وقال رئيس بيرشينج سكوير إنه يبحث الآن في الترتيبات اللوجستية لمرشح آخر.
كما أعرب لورانس سامرز، وزير الخزانة السابق ورئيس جامعة هارفارد، عن استيائه من ترشيح ممداني، وقال “أنا منزعج بشدة بشأن مستقبل اللجنة الوطنية الديمقراطية والبلاد، بعد ترشيح مدينة نيويورك أمس لمرشح فشل في التملص من شعار “عولمة الانتفاضة” (شعار مستخدم للدّعوة إلى النّشاط العالمي لدعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي).
انتحار نيويورك
شعر جزء من سوق الأسهم بالفعل بتوابع احتمال تولي ممداني رئاسة مدينة نيويورك.
فقد انخفضت أسهم بنك فلاجستار الإقليمي في نيويورك، والمتعامل في سوق العقارات في نيويورك، بنحو 4% يوم الأربعاء.
كما عانت أسهم العقارات التي تركز على المكاتب، حيث انخفضت أسهم شركة إس إل غرين ريالتي بأكثر من 6%، وانخفضت أسهم شركة فورنادو ريالتي تراست بنحو 7%.
ويدعو ممداني إلى فرض رقابة شاملة على الإيجارات، ويتمتع عمدة مدينة نيويورك بسلطة تعيين ممثلين في المجلس التنظيمي الذي يشرف على الشقق الخاضعة لرقابة الإيجار والمثبتة.
ومن شأن وقف زيادات الإيجار أن يضر بأرباح العقارات المؤجرة.
وهناك حوالي مليون شقة في مدينة نيويورك ذات إيجار مستقر، لكن حوالي 20 ألف شقة فقط لا تزال خاضعة لرقابة الإيجار.
وقال جيم بيانكو، الرئيس وخبير الاستراتيجية الاقتصادية الكلية في بيانكو ريسيرش، في منشور على موقع إكس مساء الثلاثاء: “يبدو أن مدينة نيويورك تختار الانتحار على يد العمدة”.
الرعب هو الشعور السائد
وصرحت كاثرين وايلد، رئيسة “شراكة مدينة نيويورك”، وهي مجموعة غير ربحية من الرؤساء التنفيذيين أسسها ديفيد روكفلر عام ١٩٧٩، بأن حل مامداني لمعظم المشاكل يعتمد على التزام أيديولوجي بالإنفاق الممول من دافعي الضرائب، وهذا يثير قلق مجتمع الأعمال.
وقالت وايلد عبر شبكة سي إن بي سي صباح الثلاثاء مع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع: “الرعب هو الشعور السائد”، على الرغم من أنها أشارت إلى أن “هناك الكثير من الإيجابيات في نيويورك.
لكن هذا قد يتغير بسرعة إذا فقدنا الثقة في رئيس البلدية”.
وأكدت وايلد أن على حكومة الولاية، بقيادة الحاكمة كاثي هوشول، أن تُبقي المدينة بمنأى عن سيناريو “الكارثة”.
وأقرت بالمخاوف بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة وممارسة الأعمال التجارية، لكنها قالت إن رفع الضرائب ليس هو الحل.
وجاء بعض أقوى دعم للحاكم السابق كومو من الجانب الشرقي العلوي من مانهاتن، موطن العديد من أصحاب الدخل الأعلى وعمالقة الأعمال في مدينة نيويورك.
وحصل وزير الإسكان والتنمية الحضرية السابق في إدارة كلينتون على أكثر من سبعة من كل عشرة أصوات في العديد من الدوائر الانتخابية في هذا الحي، وفقًا لبيانات وكالة أسوشيتد برس حتى يوم الأربعاء.
وفي عام 2013، أثار فوز بيل دي بلاسيو قلق النخبة المالية، لكنه تمكن من تهدئة مخاوفهم من خلال لقاء قادة الأعمال مباشرةً قبل تطبيق إصلاحات شاملة.
وقال لافونت: “كان لدينا عمدة دي بلاسيو لمدة ثماني سنوات، وكانت نيويورك قوية حقًا، آمل أن يحدث الشيء نفسه”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز
