حرب إيران.. هل هزت ثقة البنتاغون في «ثاد»؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



كشفت تقديرات عسكرية أن الجيش الأمريكي استهلك ما بين 15 إلى 20 بالمائة من مخزونه العالمي من صواريخ اعتراض منظومة الدفاع الصاروخي “ثاد” (THAAD) خلال 11 يومًا فقط من الاشتباكات متوسطة الكثافة.

ووفقا لتقرير مجلة مليتري ووتش الأمريكية، فقد بلغت التكلفة المالية للصواريخ التي أطلقها الجيش الأمريكي أثناء دعمه للدفاعات الجوية الإسرائيلية ضد الهجمات الإيرانية الأخيرة ما بين 810 مليون و1.215 مليار دولار أمريكي.

يعتبر نظام “ثاد” المتخصص من أبرز أنظمة اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدى. ويقتني الجيش الأمريكي حاليًا سبع منظومات فقط موزعة على خمسة أفواج دفاع جوي، مع توقع تشغيل منظومة ثامنة قبل نهاية العام.

ويعتمد البنتاغون على هذه المنظومات المحدودة لمواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية المحتملة من خمس دول تُصنف كخصوم هي كوريا الشمالية، الصين، روسيا، بيلاروسيا، وإيران.

منظومة ثاد الأمريكية

وقد أظهرت لقطات مصورة موثقة إطلاق 39 صاروخ اعتراض من بطاريات “ثاد” بين 13 و24 يونيو/حزيران، ومع افتراض أن هذه اللقطات لم تُظهر سوى 50 إلى 66 بالمائة من إجمالي عمليات الإطلاق الفعلية بسبب الرقابة الإعلامية المشددة في إسرائيل، يُقدّر أن العدد الحقيقي للصواريخ التي أُطلقت تراوح بين 60 و80 صاروخًا.

ويثير هذا الاستنزاف القلق نظرًا لثلاثة عوامل رئيسية تتمثل في التكلفة الفلكية لكل صاروخ اعتراض (12-15 مليون دولار)، وندرة المخزون المتاح عالميًا، وضعف الكثافة النسبية للهجمات الإيرانية التي تعمدت التصعيد المحدود لتجنب المواجهة الشاملة والحفاظ على قدراتها الردعية.

يُسلّط هذا الاستهلاك السريع الضوء على قيود تشغيلية خطيرة لنظام “ثاد”. إذ لو شنت إيران هجمات أكثر كثافة باستخدام صواريخ تحمل رؤوسًا متعددة، أو واصلت القصف لأيام إضافية، لانهارت فعالية المنظومة بسرعة أكبر.

وهذا الواقع يثير تساؤلات جوهرية حول قدرة النظام على الصمود في نزاعات متوسطة أو عالية الكثافة، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في مسارح أكثر حساسية مثل آسيا، حيث تواجه واشنطن خصومًا تمتكك ترسانات صاروخية أكبر وأكثر تطورًا من إيران.

تجدر الإشارة إلى أن “ثاد” قد استفاد خلال هذه المواجهة من دعم غير مسبوق من أنظمة اعتراض أخرى مثل “آرو” و”باراك 8″ الإسرائيلية، بالإضافة إلى تغطية المدمرات الأمريكية القريبة المجهزة بصواريخ إس إم-3. وقد بدأ نشر النظام خارجيًا منذ 2009 لحماية هاواي، ثم غوام، وكوريا الجنوبية، مع خطط لتعزيز جزيرة ويك استعدادًا لسيناريوهات محتملة مع بيونغ يانغ أو بكين.

منظومة ثاد الأمريكية

ومع تصاعد التهديدات الصاروخية الروسية في أوروبا، خاصة بعد نشر صاروخ “أوريشنيك” وتزويد بيلاروسيا به، بالإضافة إلى تعزيزات كوريا الشمالية، قد تتصاعد الدعوات لنشر “ثاد” هناك أيضًا.

وخلصت المجلة إلى أن هذا الاستنزاف السريع خلال 11 يومًا من القتال متوسط الشدة، رغم الظروف الداعمة المثالية نسبيًا، تضع مستقبل نظام “ثاد” تحت علامات استفهام كبيرة. فقد كشفت هذه الحادثة بشكل صارخ عن هشاشة المخزون العالمي للنظام وتكاليف تشغيله الباهظة، مما يطرح شكوكًا جدية حول جدواه وقابليته للاستمرار في مواجهة التحديات الأمنية الأكثر تعقيدًا وكثافة.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً