بدأ نادي النصر السعودي رحلة البحث عن مدير فني جديد خلفا لمدربه الإيطالي ستيفانو بيولي الذي أعلن إنهاء العلاقة التعاقدية معه بشكل رسمي اليوم الأربعاء.
ورحيل بيولي عن قيادة النصر بعد أقل من عام على توليه المهمة خلفاً للبرتغالي لويس كاسترو، لتبدأ التكهنات حول إمكانية تعاقد النادي السعودي مع برتغالي آخر وهو جورجي جيسوس المدير الفني السابق للهلال.
بدوره، كان قد رحل جيسوس عن قيادة الزعيم مطلع مايو/ آيار الماضي بسبب النتائج، خاصة الخروج من الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
لكن المهمة الصعبة التي تنتظر جيسوس في النصر، ربما لا توفر له نفس مقومات النجاح التي تهيأت له مع الزعيم، ففي العالمي تبرز العديد من المشاكل والأزمات التي تعطل عمل أي مدير فني جديد ما لم تجد حلاً.
بداية الأزمات ستكون الأمور الإدارية في النصر، فلم تهدأ نار الخلافات بين النادي وماجد الجمعان المدير التنفيذي الذي كان قد رحل مؤخرا بقرار من الإدارة بتجميد صلاحياته وفسخ تعاقده، ما دفعه لإعلان مقاضاة النادي، ليدخل في صراعات جديدة.
أيضا فيرناندو هييرو المدير الرياضي لا يضمن البقاء طويلاً في منصبه، فهو يتحمل جزء ليس بالقليل عن إخفاقات الموسم الماضي وفشل الفريق في التتويج بأي بطولة، بل أن العالمي سيغيب أيضا عن البطولة الأهم قاريا وهي دوري أبطال آسيا للنخبة، بفضل الترتيب المتأخر الذي احتله في دوري روشن.
التغييرات الإدارية المرتقبة، ربما لا تحفز جيسوس أو أي مدرب آخر يبحث عن الاستقرار لكي ما يتفرغ لعمله الفني، من أجل خوض هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر.
تغييرات جذرية
بعيدا عن الجانب الإداري فإنه على الصعيد الفني، يعاني الفريق من نواقص كثيرة، حتى أن قائمة أجانب النصر، لا تفي بتطلعات جماهيره، أو تلبي طموح المنافسة في كل البطولات الكبرى.
وفي ظل تكهنات حول تغييرات مرتقبة في ملف أجانب النصر، فإن الميركاتو الصيفي يبدو هادئاً بعض الشيء بالنسبة للأصفر العاصمي، ولا توجد سوى أنباء رحيل اللاعبين، بينما رحل البعض بالفعل مثل علي لاجامي الذي انتهى عقده وانتقل للغريم الهلال.
بخلاف ذلك فإن الكولومبي جون دوران يبدو مرشحا للرحيل، وأيضا يتأهب المدافع إيمريك لابورت لمغادرة النادي في ظل اهتمام أوروبي به، بينما لا يضمن آخرون البقاء مثل أوتافيو وبروزوفيتش.
نقطة مضيئة
في ظل ضبابية المشهد في النصر، الأمر الذي يصعب الأمور على جيسوس المدرب الذي اعتاد على توفر مقومات النجاح، فإن هناك نقطة مضيئة وحيدة وهي استمرار كريستيانو رونالدو.
ويعد نجاح إدارة العالمي في الإبقاء على النجم البرتغالي، الأمر الإيجابي الوحيد، خاصة أن رحيله قد يؤثر بصورة سلبية ليس فقط على النادي بل على مشروع الكرة السعودية ككل.
ورغم تجاوزه الـ40 من عمره، إلا أن كريستيانو يحظى بتقدير كبير من جانب جيسوس الذي لطالما تحدث عنه بشكل إيجابي رغم قيادته للفريق المنافس له.
وكان جيسوس قد أعرف في أكثر من مناسبة عن أمله في أن يستمر رونالدو بتحطيم الأرقام القياسية، متمنيا أن يصل “الدون” إلى الهدف رقم 1000 في مسيرته.
وفي تصريحات سابقة أكد جيسوس أيضا أنه يضع رونالدو نموذجا تحفيزيا للاعبي الفريق من أجل الأداء بشكل أفضل في التدريبات، ما يجعله يطوق للعمل معه.
لكن، وبحسب تصريح سابق لجيسوس أيضا وقت توليه تدريب الهلال، فقد أكد أنه قد لا تكون هناك فرصة للعمل سويا مستقبلا، ما يعني أنه كان قد استبعد سلفا أن تجمعهما تجربة جديدة في فريق واحد.