قد يكون أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لإنهاء حرب غزة والدعوة لانتخابات مبكرة.
مع انتهاء المواجهات مع إيران، خرج الإسرائيليون من الملاجئ وسادت موجة أمل قصيرة حيث بدا الأمر وكأنه لحظة قد يستغلها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإنهاء الأمور والهروب مجددًا.
رغم خسائر الحرب إلا أن إسرائيل بقيادة نتنياهو كانت في المقدمة، لقد مُحيت “حماس” عسكريًا تقريبًا، وكذلك حزب الله في لبنان والأهم من ذلك كله، أن إيران قد تأخرت لسنوات وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وتساءلت الصحيفة في تحليل نشرته عن الوقت الأنسب لنتنياهو ليعلن انتهاء الحرب في غزة ويعيد الرهائن الخمسين المتبقين إلى ديارهم؛ ليستغل ما وصفته بـ”قفزة بيبي” ويسعى لتجديد ولايته بانتخابات جديدة؟
ونقلت “الغارديان” عن إيناف زانغاوكر، التي يُحتجز ابنها ماتان رهينة في غزة “انتهت حرب الاثني عشر يومًا، بإنجازات عسكرية مذهلة وتكاليف باهظة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”. وأضافت “التوصل إلى اتفاق عام لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم وإنهاء حرب غزة هو الحاجة الملحة الآن.. إنها مصلحة إسرائيل”.
وينعكس هذا الشعور على الصعيد الوطني فمنذ أن انخرطت إسرائيل بشكل مباشر في الحرب على إيران في أبريل/نيسان الماضي، بدأت شعبية نتنياهو تتعافى وفقا لداليا شيندلين، المحللة السياسية الإسرائيلية.
وبالفعل، أظهر استطلاع رأي حديث أجرته مختبرات “أغام”، وهي مجموعة بحثية تابعة للجامعة العبرية، أن 70% من سكان إسرائيل (يهود وعرب مجتمعين) أيدوا الهجوم على أهداف إيرانية في 13 يونيو/حزيران.
ومع ذلك، كشف الاستطلاع أن 75% فضلوا إنهاء الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وفي مقال بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، كتبت شيندلين الأسبوع الماضي “بعد ستة أشهر من 7 أكتوبر/تشرين الأول، لم تكن شعبية أحزاب الائتلاف الحاكم، ولا أهلية نتنياهو لرئاسة الوزراء، مقبولة في نظر الرأي العام الإسرائيلي” وأضافت “ثم خاضت إيران وإسرائيل أول مواجهة عسكرية مباشرة بينهما على الإطلاق، واعتبر الإسرائيليون النتيجة انتصارًا.. وقد عزز هذا المزيج تعافي نتنياهو”.
ومع ذلك فليس هناك يقين من فوز نتنياهو إذا دعا إلى انتخابات اليوم وفقا لما ذكرته “الغارديان” التي نقلت عن القناة 12 الإسرائيلية قولها إن التقارير تشير إلى أن نتنياهو ودائرته المقربة يدرسون خياراتهم في ضوء هجومه على إيران لكن ليس عليه الذهاب إلى صناديق الاقتراع حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل.
ووفقا لشيندلين فإن ما يجب أن يقرره نتنياهو قريبًا هو أفضل السبل لتعزيز تفوقه على إيران والحد من كابوس غزة التي تصفها بـ”حرب إسرائيل القذرة”.
الأكيد أنه لا أحد يجيد ركوب أمواج العواصف أفضل من نتنياهو، ولكن يبدو أنه خلال الـ 48 ساعة الماضية منذ الهجوم على فوردو، بدأت تظهر ملامح خطة للخروج حيث وعد بأنه لن تكون هناك “حرب استنزاف” مع إيران وأن الحرب في غزة قد تقترب من نهايتها.
وكان نتنياهو قد قال ليلة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية “السلام بالقوة.. القوة أولاً، ثم السلام”.
ومع ذك، يواجه نتنياهو عقبتين كبيرتين في إنهاء الحرب، العقبة الأولى هي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي تبدو غير مقتنعة بأن إيران فقدت كل قدراتها النووية.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الضربات لم تُسفر إلا عن إعاقة البرنامج النووي الإيراني.
أما العقبة الثانية فهي إن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني لن يكونوا راضين عن أي اتفاق في غزة لا يشمل ضمها بالكامل.
ولا شك أن المسألة النووية كانت حاضرة في ذهن نتنياهو عندما أمر صباح أمس الثلاثاء وبعد ساعات فقط من الاتفاق مع ترامب على وقف إطلاق النار، سلاح الجو باستغلال الساعات القليلة الماضية لشن واحدة من أكبر الغارات الجوية حتى الآن على إيران وهو ما أثار غضب ترامب الذي انتقد إسرائيل وإيران بشدة.
والمشكلة الآن أنه فيما يتعلق بالانتصار في الحرب والتوجه نحو صناديق الاقتراع (إن كان ذلك مُخططًا له أصلًا) فليس من المُمكن البدء حيث يُكرر الإسرائيليون دائمًا، أن هذا المكان يتطلب قوة قادته، وقد تعرض نتنياهو لصفعة علنية شديدة.
ورغم أن الهدوء ساد مرة أخرى بحلول المساء لكن يبدو أن نتنياهو أضاع فرصة أخرى لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 19 شهرًا لكن هذه المرة، يبدو الأمر أكثر عن طريق الخطأ منه عن قصد ومع ذلك قد يتمكن في الأيام القادمة من قلب الأمور.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز