لا يكترث دين هويسن لكونه أغلى مدافع في تاريخ ريال مدريد، كما لا تعنيه حقيقة أنه خاض فقط مباراتين بقميص الميرنجي حتى الآن.
وقالت صحيفة “آس” الإسبانية: “الضغط لا يؤثر في هويسن، وإذا كان التعاقد مع قلب دفاع ضرورة ملحة، فإن دين أثبت منذ اللحظة الأولى أنه ركيزة لا غنى عنها. دون مقدمات أو فترات تأقلم، حيث إن 180 دقيقة فقط كانت كافية لإظهار أنه مدافع من طراز مختلف، ليس بطوله الذي يبلغ 195 سم فقط، بل لقدراته المتميزة في اللعب بكلتا القدمين”.
وأضافت: “تجاوز هويسن مرحلة الاكتشاف ليصبح ضرورة لا غنى عنها، وقطعة محورية في دفاع الفريق سواء في مناطقه الخلفية أو عند التقدم للأمام، وأهميته تزايدت منذ ظهوره الأول، حيث بات قائدًا في أرقام الإبعاد الدفاعي (10)، والكرات الهوائية (6). وهي أرقام معتادة للمدافعين”.
وتابعت: “ما يميز هويسن تصدره أيضًا لقائمة التمريرات الناجحة (127)، والتمريرات التي تخترق الخطوط (31)، وتلك التي تنتهي في الثلث الأخير من الملعب (11). كل ذلك مع متوسط 22 تمريرة نحو ملعب المنافس في كل مباراة، أي بمعدل 11 في الشوط الواحد. وللمقارنة، فإن أفضل مدافع في هذا الجانب بين الدوريات الخمس الكبرى في موسم 2024-2025 هو شلوتربيك (دورتموند) بمعدل 10.3، أي أنه أقل من هويسن”.
وواصلت: “كلمة (التأثير) أفضل وصف لبدايات الدولي الإسباني مع ريال مدريد. لم يرهبه الضغط، بل تعامل معه بهدوء يشبه الطريقة التي يخرج بها الكرة من الخلف، سواء بالتمرير أو بالمراوغة. وأظهر لمحات من مهاراته ضد باتشوكا، حيث نجح في اثنتين من 3 محاولات مراوغة. قدرته على استخدام القدم اليسرى رغم أنه أيمن، سمحت له باللعب على الجانب الأيسر من الدفاع، ومن هناك بدأ صناعة الهجمات”.
واستمرت: “هذا الدور افتقده الريال منذ أن غاب ألابا بسبب الإصابات. بل إن أحد تمريراته كان أصل هدف فالفيردي الثالث، حين مرر بقدمه الداخلية كرة اخترقت الدفاع ووصلت إلى فينيسيوس في المساحة. لقد بدأ الحسم بعقل لاعب وسط وجسد قائد للدفاع”.
وأردفت: “قد يكون من المبكر إصدار الأحكام، إذ لم يخض سوى مباراتين فقط، إلا أن التقييمات داخل ريال مدريد تشير إلى أن تأقلمه فاق التوقعات. وهو أمر يدركه اللاعب نفسه، خاصة في ما يتعلق بالالتحامات البدنية مع المهاجمين الأقوياء، أو في المواقف داخل منطقة الجزاء التي تحتاج إلى قوة وصرامة”.
واستطردت: “لكن حتى الآن، عوّض هويسن كل ذلك بالذكاء. فقد دافع بتقدم للأمام، وقرأ تحركات الخصم بدقة. الاعتماد على التوقع بدلاً من الانتظار كان مفتاح النجاح. وبالنسبة لتشابي، الذي يفضل الضغط العالي، والاعتماد على مدافعين يمتلكون حرية في الاعتراض وبناء اللعب، فإن دين يعد بمثابة نعمة تكتيكية”.
واختتمت: “سواء لعب الفريق بثلاثة مدافعين أو اثنين، فإن هويسن جاء ليكون أساسياً منذ اللحظة الأولى، وقد نجح في ذلك. بل إن أهميته زادت مؤخرًا مقارنة بفترة ما قبل التعاقد معه، وذلك في ظل غياب أسينسيو عن مواجهة سالزبورج بسبب الطرد، وعودة روديجر حديثًا من إصابة أبعدته 54 يومًا، مع استمرار غياب ميليتاو وألابا. إنها حاجة ملحة في ظل زخم الموسم”.