مبويمو.. مقومات هجومية تبعث التفاؤل وإحصائية تقلق جمهور يونايتد

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


يبدو مانشستر يونايتد مصممًا خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية على تجاوز عثرات الموسم الماضي، حيث وجه أنظاره إلى النجم الكاميروني برايان مبويمو، جناح برينتفورد المتألق، في خطوة تهدف لسد واحدة من أبرز الثغرات الهجومية التي كادت تنسف مشروع المدرب روبن أموريم منذ بدايته.

انضم مبويمو إلى برينتفورد في صيف 2019 مقابل 5.8 مليون جنيه إسترليني، لكن النادي قد يكون بصدد إتمام واحدة من أنجح صفقاته التجارية، في ظل اهتمام مانشستر يونايتد بضمه مقابل أكثر من 60 مليون جنيه، بعد رفض عرض أولي بلغ 45 مليونًا.

موسم استثنائي؟

ما قدمه مبويمو في الموسم الماضي لفت الأنظار، حيث سجل 20 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقًا تهديفيًا على معظم مهاجمي البطولة، ولم يتجاوزه سوى محمد صلاح، ألكسندر إيزاك، وإيرلينج هالاند. هذا الإنجاز يصبح أكثر بروزًا إذا أخذنا في الاعتبار أنه تحقق مع فريق متوسط مثل برينتفورد.

لكن خلف الأرقام الصاخبة، يظهر ما يثير القلق. فبحسب إحصائيات “الأهداف المتوقعة” (xG)، سجّل مبويمو 7.7 أهداف أكثر من المتوقع، ما يثير التساؤلات حول استدامة هذا المستوى. فمثل هذا التفوق غالبًا ما يكون استثنائيًا لا دائمًا، ولم ينجح في تكراره على مدار موسمين متتاليين سوى لاعب واحد خلال آخر خمس سنوات، وهو الكوري الجنوبي هيونج-مين سون.

كارثة هجومية ويقظة فنية

الموسم الماضي كان من الأسوأ في تاريخ مانشستر يونايتد في حقبة البريميرليج: أقل عدد نقاط، أكثر عدد هزائم، أسوأ مركز، وأضعف حصيلة تهديفية (44 هدفًا). لذلك، لم يكن أمام الإدارة سوى التحرك السريع لإعادة البناء، بدءًا من الخط الأمامي.

يعرف روبن أموريم أن مشكلته الأولى هجومية بامتياز. فبعد ضم ماتيوس كونيا من وولفرهامبتون، اتجه الآن لمبويمو، أملاً في تشكيل ثنائي يُعيد الثقة لجماهير “أولد ترافورد”. ورغم أن كونيا قدّم أرقامًا جيدة (31 هدفًا في 76 مباراة)، إلا أنه هو الآخر تخطى الـxG بفارق كبير، ما يجعل الرهان على الثنائي دون مهاجم صريح في العمق مخاطرة قد لا تكون محسوبة.

أكثر من مجرد هداف

برايان مبويمو لا يُختزل في كونه مسجل أهداف. هو لاعب مرن، يجيد اللعب على الطرف الأيمن كما في العمق، ويملك القدرة على شغل مركز المهاجم الثاني. والأهم، أنه الأكثر لمسًا للكرة في المباراة الواحدة بين كل من سجلوا أكثر من 15 هدفًا في الموسم، ما يعكس مشاركته الفعالة في بناء الهجمة.

ورغم أنه صنع 7 أهداف فقط، إلا أنه تصدر الدوري في معدل التمريرات المتوقعة أن تُترجم لأهداف (xA) بمعدل 9.3، متفوقًا حتى على محمد صلاح الذي صنع فعليًا 18 هدفًا (xA: 9.1). هذا الفارق يوضح أن زملاء مبويمو لم يستغلوا تمريراته بالشكل الأمثل، وقد يجد في مانشستر، بجوار برونو فيرنانديز وأماد ديالو، من يترجم جهوده بشكل أفضل.

ضغط الواقع وحدود الحلم

في برينتفورد، لعب مبويمو بأريحية وبعيدًا عن الأضواء، مستفيدًا من شراكة هجومية ناجحة مع يووان ويسا، الذي سجل بدوره 19 هدفًا. أما في مانشستر يونايتد، فالمعادلة مختلفة تمامًا. الضغوط أكبر، والهامش أقل، والتوقعات أعلى.

الفريق لا يملك هدافًا صريحًا، وكان برونو فيرنانديز، لاعب الوسط، هو الهداف الأول الموسم الماضي بـ8 أهداف فقط. لذا، فإن وصول مبويمو سيضعه فورًا في قلب المشروع الهجومي الجديد.

مع ذلك، يبدو اللاعب مستعدًا للتحدي. فقد أشار في تصريحات صحفية إلى سعيه لأن يكون “أفضل نسخة من نفسه”، ويعمل مع مدربين متخصصين، ويستعين بطباخ خاص في منزله لتحسين نمط حياته ولياقته.

والأهم، أنه أحد أكثر لاعبي البريميرليج مشاركة في دقائق اللعب، ولم يتفوق عليه من زملائه في برينتفورد سوى المدافع ناثان كولينز، ما يعكس استقراره البدني والذهني، وهي صفات لا غنى عنها لأي لاعب يرتدي قميص مانشستر يونايتد.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً