اجتماع بون 2025 يمهّد الطريق لـCOP30 بمفاوضات ساخنة حول التكيف، التخفيف، التمويل، والخسائر والأضرار وسط تباينات حادة وترقب عالمي.
يستمر اجتماع بون في مفاوضات ونقاشات أكثر عمقًا؛ استعدادًا لمفاوضات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين (COP30) في بيليم بالبرازيل. ونطرح في هذا التقرير أهم المستجدات في قطاعات: التكيف، التخفيف، التمويل، الخسائر والأضرار، وكذلك التكنولوجيا وبناء القدرات.
1- التكيف
في اليوم الرابع من الاجتماع، الموافق 19 يونيو/حزيران، استعرضت الأطراف مدى تقدم وفعالية وأداء لجنة التكيف، وهي لجنة مسؤولة عن تعزيز تنفيذ خطط التكيف بطريقة متماسكة وفعالة بموجب “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المعنية بتغير المناخ” (UNFCCC) واتفاق باريس. لكن، كانت هناك العديد من الخلافات لسنوات حول ما إذا كانت عملية المراجعة على لجنة التكيف من دور مؤتمرات الأطراف (COP).
وفي اليوم الخامس، الموافق 20 يونيو/ حزيران، برز ملف الهدف العالمي للتكيف (GGA)، وتباينت آراء الأطراف حول بعض القضايا، منها: ما إذا ينبغي تحديد عدد مؤشرات المطلوب. واستمرت النقاشات حتى المساء، وكانت هناك فعالية خاصة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وسلطت الضوء على عدة أمور من بينها إدراج فصل مخصص للتمويل، يغطي بعض القضايا، مثل كفاية تمويل التكيف. واتفقت الأطراف على تمديد الدعوة لتقديم المساهمات المحددة وطنيًا، وأيدت العديد من الدول وضع موعد نهائي لتقديمها في أوائل 2028.
2- التخفيف
تستمر النقاشات حول “برنامج عمل التخفيف” (MWP) في اليوم الرابع من اجتماع بون، بعد أبدت العديد من الأطراف في اليوم الثالث امتعاضها لأنّ ذلك البرنامج لم يحقق أهدافه بعد. وخلال اليوم الرابع، واصلت الأطراف مناقشاتها حول كيفية جعل برنامج عمل التخفيف مساحة آمنة.
حظيت الغابات باهتمام واضح بصفتها أحد العناصر الرئيسية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ما يساهم في التخفيف من الاحتباس الحراري. وقد اهتمت بعض الأطراف مثل البرازيل (المستضيفة لمؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين في نوفمبر/تشرين 2025)، بدعم من نيوزيلندا بأهمية الاعتراف بدور الشعوب الأصلية وضرورة مكافحة الجرائم البيئية التي قد تؤدي إلى إزالة الغابات.
ومن أبرز النقاط في اليوم الرابع أيضًا هو اختلاف الأطراف حول دور ووظيفة “برنامج الأمم المتحدة للبيئة” في المستقبل. كذلك، أُثيرت بعض النقاشات حول المادة 6.2 من اتفاق باريس، والتي تنص على إطار للتعاون الطوعي بين الدول لتحقيق أهدافها المناخية، والاحتياجات اللازمة لبناء القدرات المتعلقة بالتنفيذ. كما جرت بعض النقاشات حول آلية التنمية النظيفة.
وفي اليوم الخامس، واصلت الأطراف العمل على برنامج عمل التخفيف، وركزت المناقشات على تطوير منصة رقمية لتسهيل تنفيذ إجراءات التخفيف. وقدمت البرازيل مقترحاتها بشأن المنصة. وترى المجموعة الأفريقية على أنّ المنصة يجب أن تركز على توفير التمويل وتيسير التخفيف.
وفي اليوم السادس من الاجتماع، الموافق 21 يونيو/ حزيران، دارت نقاشات حول آلية الأمازون المشتركة للتخفيف والتكيف من أجل الإدارة المتكاملة والمستدامة للغابات وتعزيز تنفيذها.
3- التمويل
وتتواصل النقاشات حول التمويل المناخي في اليوم الرابع من الاجتماع، وفيه تناقشت الأطراف في بعض المسائل المتعلقة بصندوق التكيف، وترتيبات تخصيص الصندوق لخدمة اتفاق باريس. واستعرضت الأطراف أيضًا مهام مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ؛ إذ أنجز أكثر من 100 طلب لبناء القدرات بميزانية متواضعة. إضافة إلى ذلك، واصلوا مناقشة برنامج تطبيق التكنولوجيا (TIP).
وفي اليوم الخامس، تبادلت البلدان المتقدمة والنامية خبراتها في إعداد واستخدام التقارير المالية المسبقة، ونوقشت بعض العناصر المتعلقة بالهدف الكمي الجماعي الجديد لتمويل المناخ.
وفي اليوم السادس، استمرت النقاشات حول الأمور المالية المتعلقة بصندوق التكيف، وعبر تحالف الدول الجزرية الصغيرة والبلدان الأقل نموًا عن رغبتهم في عدم تأجيل مراجعة الصندوق.
4- الخسائر والأضرار
برزت الخسائر والأضرار في اليوم الخامس من اجتماع بون، وخلاله تم استعراض آلية وراسو الدولية لعام 2024، ودارت نقاشات حول إعداد مسودة لدمج العمل المتعلق بالخسائر والأضرار في المساهمات المحددة وطنيًا، والاعتراف بالتقدم المحرز في تفعيل شبكة سانتياغو، وتسهيل الوصول إلى المساعدة الفنية. وحددت الأطراف المبادئ التوجيهية للخطط الوطنية للخسائر والأضرار والمساهمات المحددة وطنيًا.
5- التكنولوجيا وبناء القدرات
ترتبط التكنولوجيا وبناء القدرات بقضية التمويل ارتباطًا وثيقًا، وبالفعل دارت نقاشات متعددة حول هذا الأمر في اليوم السادس من الاجتماع، وأكدت مجموعة 77+الصين على أهمية الروابط بين آلية التكنولوجيا والآلية المالية لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر (GCF) والمرفق العالمي للبيئة (GEF)، وإدراج توجيهات التكنولوجيا الموجهة لصندوق المناخ الأخضر في قرارات مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته التاسعة والعشرين (COP29). كما أيدت مجموعة 77+الصين معالجة الحواجز التجارية أمام تطوير التكنولوجيا ونقلها.
وما زالت النقاشات والمفاوضات مستمرة في اجتماع بون 2025.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز