في واقعة هزت الرأي العام الفرنسي، تعرضت نحو 145 فتاة، معظمهن من المراهقات للوخز بإبر تحت الجلد في عطلة نهاية الأسبوع، خلال مشاركتهن في مهرجان Fête de la Musique الموسيقي الذي أقيم في أنحاء متفرقة من البلاد، وأسفرت الحادثة عن نقل العشرات منهن إلى المستشفيات وسط مخاوف من تعرضهن للحقن بالمواد المخدرة.
وخز الفتيات بالحقن المخدرة
وقالت إحدى الضحايا تبلغ من العمر 15 عامًا لصحيفة “ذا صن”: “كنت خائفة للغاية شعرت بوخز حاد في ذراعي، وأدركت أنني تعرضت لهجوم بحقنة”.
وأضافت: “هرعت بي أختي الكبرى وأصدقائي للمستشفى، واستغرق الأمر ساعات لإجراء الفحوصات والتأكد من المادة التي حقنت بها غير مؤذية، ولحسن الحظ جاءت النتائج مطمئنة”.
ووفقًا للمصادر الأمنية تم نقل بعض الضحايا إلى المسشفيات لإجراء اختبارات السموم بعد مخاوف من حقنهم بسم غامض، أو مواد مخدرة.
وأوضحت أن هوس الوخز بالإبر هو عودة لموضة النوادي الليلية المرعبة حيث يقوم المراهقون الذكور بترهيب الفتيات بحقنهن بمادة الـ GHB، لاغتصابهن.
دعوات لطعن النساء
وقعت الهجمات المرعبة في مدن فرنسية متفرقة من بينها العاصمة باريس، حيث أفادت الشرطة، بإصابة 13 شخصًا من وسط الحشود المشتبهة، وأكدت المصادر الأمنية أن الشرطة اعتقلت 12 مشتبه به، إلا أنها لم توجه أية اتهامات رسمية حتى الآن.

يأتي ذلك وسط دعوات مثيرة للاشمئزاز تم شنها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انطلاق المهرجان تدعو إلى حقن النساء، وفقًا لصحيفة “لوموند” الفرنسية.
مخدر الاغتصاب
ومع تصاعد مخاوف الفتيات من تعرضهن للحقن بمواد مخدرة مثل GHB- المعروف بمخدر الاغتصاب- أوضح خبراء طبيون أن معظم الحقن المستخدمة تكون فارغة أو غير فعالة.
وأكد الدكتور جيرالد كيرزيك، طبيب الطوارئ والمدير الطبي لوكالة الصحة “دوكتيسيمو”: “في أغلب الحالات تكون الأدوات المسخدمة في الوخز مجرد إبر خياطة أو أشياء حادة بدائية، لا تصلح للحقن الفعلي أو نقل الفيروسات، لكنها تسبب بعض الإصابات”.
حقن المخدرات
وأضاف أن: “حقن مادة مخدرة وسط حشد كبير يتطلب دقة وظروفًا خاصة يصعب تحقيقها في مثل هذه الأجواء الصاخبة والمزدحمة للحفلات الموسيقية أو الملاهي الليلية”.
ومع صعوبة حقن الفتيات بالمواد المخدرة وسط هذه الأجواء الصاخبة، أشار كيرزيك إلى أنه من الممكن نظريًا حقن المخدرات بشكل عشوائي لبعض الأشخاص خلال تواجدهم ضمن حشود من الناس.
ظاهرة متكررة تثير ذعر النساء
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها فرنسا مثل هذه الحوادث المثيرة للرعب، حيث شهدت البلاد على وقائع مماثلة عام 2022 خلال المهرجنات الصاخبة، وفي النواد الليلية، ما أدى إلى إثارة حالة من الهلع من هجمات مخدر الـ”جي إتش بي”، كما سبق وسجلت بريطانيا حوادث مماثلة بينها طعن طالبة في ملهى ليلي عام 2021.