«التقليل من شأن الصين».. هل تستطيع أمريكا هزيمة «التنين» اقتصاديا؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



قال محللون إنه لطالما صُوّر التنافس بين الولايات المتحدة والصين على أنه صراع بين بلدين يؤديان أدوارًا متعارضة في الاقتصاد العالمي.

ويتعلق ذلك بطبيعة الصين كمُنتِج، والولايات المتحدة كمستهلك. لكن الآن، يحاول كل بلد أن يصبح أشبه بالآخر في سباق لإعادة التوازن إلى اقتصاده. والسؤال الذي طرحه تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز هو: هل يمكن للولايات المتحدة أن تعوّض الإنتاج المفقود من الصين بسرعة أكبر مما يمكن للصين أن تعوّض الاستهلاك المفقود من الولايات المتحدة؟

في مقالتهما القيمة بعنوان “التقليل من شأن الصين” في عدد مايو/ أيار – يونيو/حزيران 2025، جادل كورت كامبل وراش دوشي بأن واشنطن تحتاج إلى تحقيق حجم كافٍ من خلال إنشاء شبكة من الحلفاء، من أجل الفوز بهذا السباق. وجمع فريق أمريكي قد يحل مشكلة الحجم، لكنه لن يكون كافيًا للتفوق على قدرة الصين الصناعية وقوتها في التصنيع. وعلى الولايات المتحدة أيضًا أن تقوم بالعمل الشاق سياسياً، مثل استخراج المواد الخام، وبناء البنية التحتية، وتطوير التكنولوجيا داخل حدودها. وبكلمات أخرى، فإن الحجم وحده لا يكفي لتشكيل سلسلة توريد متكاملة من التعدين والتصنيع إلى علوم المواد.

حجم وتنظيم

ووفقا للتحليل، فإذا أرادت الولايات المتحدة أن تصبح أكثر شبهاً بالصين، فعليها أن تضاهي ليس فقط الحجم الصيني، بل أيضًا كيفية تنظيم بكين لاقتصادها الإنتاجي وتعبئته، لا سيما في مجالات السرعة والتكتل الصناعي.

ويمكن اعتبار ذلك سياسة صناعية بخصائص أمريكية. ويجب على الولايات المتحدة تقليص الإجراءات البيروقراطية، مثل المراجعات المطوّلة بموجب قانون السياسة البيئية الوطنية، لتمكين الشركات من بناء البنية التحتية بسرعة، كما يحدث في الصين. وعلى سبيل المثال، أنشأت حكومة شنغهاي البلدية وشركات الدولة المحلية مسرّعًا للذكاء الاصطناعي في غضون 38 يومًا فقط في عام 2023.

كما ينبغي للولايات المتحدة أن تركز الصناعات في مناطق محددة لتحقيق الكفاءة وخفض التكاليف. وهنا، يمكن أن تكون تجربة مدينة خفي الصينية، التي أصبحت مركزًا لتصنيع السيارات الكهربائية، مماثلة لمدينة ديترويت في القرن الحادي والعشرين، مصدرًا للتعلّم.

ويجري حالياً نقاش ثري حول تجديد أمريكا، يركّز كثيرًا على الشؤون الداخلية. ويتفق المراقبون على أن تبني الولايات المتحدة سياسة صناعية أمر ضروري للتنافس مع الصين، لكنه وحده لا يكفي. فالحجم الناتج عن التحالفات لا يقل أهمية، إذ يوفر طريقًا للتنافس من خلال تكامل الأسواق، وتدفق التكنولوجيا والمعرفة، ووسيلة لصد قدرة الصين على إنتاج سلع منخفضة التكلفة. والإنتاج المحلي دون دعم من الحلفاء غير قابل للاستمرار ماليًا، والتحالفات دون قاعدة إنتاج محلية تظل بلا جدوى.

ويجب أيضًا إدراك أن السياسات الداخلية لحلفاء الولايات المتحدة تؤثر على قدرتها التنافسية. ونأمل أن تسهم هذه الرسالة ومقالتنا في دعم أجندة التجديد التي تدمج بين العوامل المحلية والدولية في صياغة القوة الوطنية.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً