إسرائيل وإيران.. الحرب الكبرى تبدأ بعد سنوات من التحضير

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران أخيرًا. ليست مجرد اشتباكات حدودية أو ضربات متبادلة عبر وكلاء، بل مواجهة مباشرة تحمل ملامح “حرب كبرى”.

لكنّ هذه اللحظة لم تكن وليدة لحظة، بل نتيجة تحضير استراتيجي طويل ومدروس من قِبل إسرائيل، بدأ بتفكيك الذراع الإقليمي لإيران، وانتهى بتوجيه الضربة الكبرى إلى القلب.

أولًا: تفكيك المحور الإيراني – الاستراتيجية الصامتة

قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها المباشر على إيران، ركّزت على تحييد أدوات طهران في المنطقة، واحدًا تلو الآخر:

غزة: نهاية حماس

لبنان: استنزاف حزب الله

اليمن: ضرب الحوثي

سوريا والعراق: تصفية الحرس الثوري

الخلاصة: إيران باتت شبه معزولة، ووكلاؤها مستنزفون. وهذا التمهيد كان شرطًا أساسيًا قبل ضرب “الرأس”.

ثانيًا: الضربة الكبرى – مناورات الظل تتحول إلى مواجهة مباشرة

في تطور نوعي، بدأت إسرائيل هجومًا واسع النطاق داخل إيران يشمل:

قصف منشآت نووية وبنية تحتية عسكرية

ضرب مراكز الحرس الثوري ومنصات الإطلاق الصاروخية

شنّ عمليات سيبرانية لتعطيل شبكات الاتصالات والقيادة

تنشيط خلايا داخلية أو معارضة إيرانية

هذه ليست مجرد “رسائل نارية”، بل محاولة حقيقية لشلّ إيران وإضعافها من الداخل والخارج.

ثالثًا: إيران ترد… ولكن

رغم الخطاب التصعيدي، إلا أن قدرة إيران على الرد أصبحت محدودة:

الصواريخ والطائرات المسيّرة تواجه اعتراضًا شبه تام.

الوكلاء أصبحوا في حالة شلل أو تراجع.

الداخل الإيراني يغلي نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية.

بل إن النظام الإيراني قد يجد نفسه أمام تحدٍّ داخلي يفوق التهديد الإسرائيلي، مع تزايد احتمالات الغليان الشعبي.

رابعًا: العالم على صفيح ساخن

هذه الحرب لا تهدد إسرائيل وإيران فقط، بل:

الخليج مهدد بالاضطراب إذا امتدت الضربات أو انقطعت إمدادات الطاقة.

الولايات المتحدة تحاول ضبط التصعيد، لكنها تُتّهم بأنها كانت على علم مسبق.

روسيا والصين تراقبان التطورات، وتسعيان لاستثمار الأزمة سياسيًا واقتصاديًا.

أسواق الطاقة تترقب مصير مضيق هرمز، وسعر برميل النفط قد يتجاوز 150 دولارًا.

خامسًا: ماذا بعد؟

أمام المنطقة والعالم أربعة سيناريوهات:

ضربة إسرائيلية محدودة وناجحة تؤدي إلى تهدئة قسرية وفرض وقائع جديدة، وإسرائيل لن تغامر لأجل عملية محدودة.

حرب شاملة تتسع لتشمل الخليج واليمن ولبنان والعراق، وإيران لا تتحملها.

انفجار داخلي في إيران يغيّر شكل النظام أو يُضعفه جذريًا، وهذا احتمال ضعيف.

تدخل دولي ووساطة عاجلة لوقف التصعيد بعد تحقيق إسرائيل لأهدافها كاملة، بعد إضعاف النظام الإيراني وتدمير منشآته النووية، وهذا أكثر السيناريوهات ترجيحًا.

خاتمة

ما نشهده اليوم ليس مجرد حرب بين دولتين، بل تحوّل جذري في ميزان القوى الإقليمي. إسرائيل نفّذت استراتيجية طويلة النفس، أضعفت فيها خصوم إيران، وحاصرتها، ثم ضربتها في العمق.

السؤال الحقيقي الآن لم يعد: من بدأ الحرب؟ بل: من سينجو منها، ومن سيولد من جديد؟

الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة



‫0 تعليق

اترك تعليقاً