سلطت دراسة علمية حديثة الضوء على مخاطر صحية غير متوقعة لنبات “القنب”، خاصة على صحة القلب.
وكشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Heart الطبية وشملت بيانات أكثر من 432 مليون شخص حول العالم، أن القنب قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض قلبية خطيرة تفوق حتى تلك المرتبطة بتعاطي الكوكايين.
أظهرت نتائج التحليل الشامل لأكثر من 3,000 دراسة، بينها 24 دراسة متخصصة في العلاقة بين القنب والمشكلات القلبية، أن مستخدمي القنب أكثر عرضة بنسبة 29% للإصابة بالنوبات القلبية، وبنسبة 20% للسكتات الدماغية، كما تتضاعف احتمالات الوفاة بأمراض القلب لديهم مقارنة بغير المستخدمين.
وفي أستراليا، أظهرت إحدى الدراسات أن من يتعاطون القنب أسبوعيًا معرضون لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل يقترب من خمسة أضعاف، فيما أكدت بيانات المستشفيات الأمريكية زيادة معدلات الإصابة بالمشكلات القلبية، خاصة بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عامًا.
تشير الدراسة إلى أن التأثيرات السلبية لا تظهر بوضوح لدى المستخدمين العرضيين، لكنها تصبح مقلقة لدى من يستهلكون القنب بانتظام، وخصوصًا في سن مبكرة. وأظهرت دراسة فرنسية أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و22 عامًا معرضون بنسبة 36% أكثر للإصابة بالنوبات القلبية، وأن من يستخدمون القنب أكثر من مرة أسبوعيًا تتضاعف لديهم احتمالات الإصابة، حتى بعد استبعاد العوامل الأخرى كالتدخين وتعاطي الكوكايين، الذي جاء أقل تأثيرًا من القنب كمؤشر على الخطر.
وفي مفارقة لافتة، توصلت دراسة أُجريت في المملكة المتحدة عام 2024 إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال للوفاة نتيجة أمراض القلب المرتبطة بالاستخدام المفرط للقنب.
استخدامات طبية لا تزال فعالة
ورغم هذه التحذيرات، لا تنكر الدراسة الفوائد الطبية للقنب، خاصة في تخفيف آلام الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والتصلب المتعدد، والتقليل من أعراض الغثيان لدى مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي. كما أثبت مركب CBD المستخلص من القنب فعاليته في علاج بعض أنواع الصرع النادرة لدى الأطفال.
وفي ضوء هذه النتائج، دعا خبراء الصحة العامة إلى التعامل مع القنب بنفس الحذر المطبق على التبغ، مؤكدين ضرورة إدراج الوقاية من أمراض القلب ضمن سياسات تنظيم أسواق القنب. وأشار البروفيسور ستانتون غلانز والدكتورة لين سيلفر إلى أن منتجات القنب الحديثة، بما فيها المركّزات والمركبات الاصطناعية، قد تحمل مخاطر إضافية تتجاوز مجرد التأثيرات المعروفة لمركبي THC وCBD.
وشدد الباحثون على أهمية أن يتطرق الأطباء إلى تاريخ استخدام القنب ضمن الفحوصات الروتينية، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات قلبية، مؤكدين أن الوقت قد حان لإعادة تقييم الفكرة الشائعة بأن القنب “آمن تمامًا”.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg جزيرة ام اند امز