أطل المدير الفني الأسطوري للنادي الأهلي، مانويل جوزيه، بذكريات حافلة عن تجربته في مصر، وتفاصيل خفية عن الكواليس، والسحر، والغضب، والانتصارات التي غيرت وجه الكرة المصرية، في حواره مع صحيفة Maisfutebol البرتغالية.
ساحر و40 مقنعًا
تحدث مانويل جوزيه عن السحر الأسود قائلًا: “أينما ذهبنا، كنا نجد ساحرًا ملونًا ينتظرنا، محاطًا بـ40 أو 50 شخصًا يرتدون أقنعة، يلقون تعاويذ على أرض الملعب”.
جوزيه وصف الأمر بـ”الجنوني”، مشيرًا إلى أن ما شاهده في ملاعب أفريقيا يتجاوز خيال الروايات، حيث قال: “هذا هو السحر الأسود الحقيقي، لا يمكن تفسيره، كانت الملاعب ممتلئة دائمًا، لكن ما رأيته في زيمبابوي تحديدًا كان مرعبًا، ذهبنا إلى هناك مرتين، وكانت التجربة سيئة للغاية”.
لماذا قرر مانويل جوزيه الهروب مبكرًا؟
وخلال حواره، وصف جوزيه أول انطباع له عن الكرة المصرية، بأنه جاء إلى القاهرة لمشاهدة نهائي كأس مصر قبل توقيع عقده مع الأهلي، فانتابه إحساس بالندم مبكرًا، قائلًا: “كاد النوم يغلبني خلال المباراة، كان كل شيء يسير عكس التوقعات، لكنني وعدت، ولم أكن من النوع الذي يهرب”.
وبحسب جوزيه، “انتهت المباراة، وأخبرت وكيل أعمالي صراحة: لن أستمر أكثر من 3 شهور مع هذا الفريق”.
ماذا قال مانويل جوزيه عن لاعبي الأهلي؟
حين تولى مهمة تدريب الأهلي، فوجئ جوزيه بلاعبين “يتحركون فقط عندما تكون الكرة معهم”، على حد وصفه، قائلًا: “كانت العقلية هاوية تمامًا، لا مسؤولية ولا التزام، لم يكن أحد يجري بلا كرة”.
تلك البداية دفعت جوزيه، لاستخدام أساليب قاسية: “إما أن تنفذ أوامري أو تخرج من الفريق، لم أكن أبحث عن استنساخ، بل عن التزام بالخطة وحرية في الإبداع”، والنتيجة كانت تغييرًا جذريًا في الأداء والنتائج، لكن البداية لم تكن وردية.
“6-1 قلبت الشارع المصري”
رغم فوزه بدوري أبطال أفريقيا بعد غياب دام 14 عامًا، لم تقنع النتائج الأولى الجماهير، خاصة بعد الخسارة من الزمالك 2-1، “صرخوا في وجهي: جوزيه.. ارجع بيتك” بحد وصفه، لكن الرد جاء قاسيًا: فوز تاريخي على الزمالك بنتيجة 6-1.
وأضاف، “بعدها صار التجول في شوارع القاهرة مستحيلًا، 22 مليون إنسان، معظمهم أهلاوية، كنت مجهولًا، ثم صرت نجمًا لا يمكنهم تجاهله”.
لماذا اختلف مانويل جوزيه مع المدير الرياضي بالأهلي؟
تحدث جوزيه، بصراحة عن سبب رحيله الأول من الأهلي، الذي كان أشبه بـ”انفجار صامت”، قائلًا: “المدير الرياضي علاء عبد الصادق، ظن نفسه مدربًا، وكان يتدخل في كل شيء، طردته من غرفة الاجتماعات مرتين، ثم وجّهت إنذارًا حاسمًا للإدارة: ”إما هو أو أنا وإذا لم تتم إقالته، سأرحل”.
وأضاف جوزيه، “الغريب أن الشخص نفسه قال لاحقًا: جوزيه سيكون أفضل مدرب في تاريخ الأهلي”.