العالم يتحسب لإغلاق مضيق هرمز.. بدائل لنقل النفط

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تتجه إيران نحو خطوة تصعيدية جديدة، بإعلان نيتها إغلاق مضيق هرمز، بعد أن صوت البرلمان الإيراني لصالح مشروع قانون يطالب بإغلاق الممر الملاحي الحيوي، إذ أثار القرار تساؤلات واسعة حول البدائل المحتملة للممر التجاري، في حال مضت طهران في تنفيذ تهديدها.

ويُعد مضيق هرمز أحد أبرز شرايين الطاقة عالميًا، إذ يمر من خلاله يوميًا ما يقارب 20% من تجارة النفط والغاز المسال، بما يعادل نحو 20 مليون برميل نفط، وكمية ضخمة من صادرات الغاز، لا سيما من قطر والإمارات، وفق بيانات مؤسسة ICIS التي أشارت إلى أن المضيق سيظل ممرًا رئيسيًا لصادرات الغاز الطبيعي المسال خلال عامي 2024 و2025.

ورغم تصويت البرلمان، تظهر بيانات تتبع حركة السفن أن الملاحة في المضيق لا تزال تسير بشكل طبيعي، دون تغيّر في حركة ناقلات النفط.

تداعيات اقتصادية محتملة لإغلاق المضيق

يشير علي متولي، الاستشاري الاقتصادي في مؤسسة Ibis، إلى أن إغلاق مضيق هرمز قد يعني توقف إمدادات نفطية يومية بقيمة مليار دولار، الأمر الذي قد يدفع بأسعار النفط إلى تجاوز حاجز 100 دولار للبرميل، وربما يصل السعر إلى ما بين 120 و150 دولارًا إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة.

وحذر بنك “جولدمان ساكس”، من احتمال ارتفاع مؤقت في أسعار خام برنت إلى 110 دولارات، في حال تراجعت التدفقات النفطية عبر المضيق إلى النصف لمدة شهر، مع استمرار التراجع بنسبة 10% طوال الـ11 شهرًا التالية، مما سيؤثر على موازنات الدول المصدّرة للنفط في المنطقة، بحسب متولي.

ورغم تهديدات طهران، يرى مراقبون، أن إيران نفسها ستكون من أبرز المتضررين إذا أغلق المضيق، حيث تصدر نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، ما يعرضها لخطر فقدان حصصها في السوق العالمي في وقت يشهد فيه العالم توترًا في الإمدادات، وفقًا لتقديرات ستاندرد آند بورز كوموديتي إنسايتس.

هل تستطيع إيران تنفيذ تهديدها؟

نقلت وكالة “رويترز” عن نيل روبرتس، رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية في جمعية “لويدز”، قوله إن هناك اعتقادًا واسعًا بأن إيران ستتردد في تنفيذ تهديدها الكامل، نظرًا لاعتمادها هي أيضًا على المضيق لتصريف صادراتها النفطية.

خطوط بديلة لنقل النفط من الخليج

ورغم مركزية مضيق هرمز في خريطة إمدادات الطاقة، فإن دول الخليج تمتلك عددًا من المسارات البديلة التي يمكن أن تستخدمها لتفادي الإغلاق، ومن أبرزها خط أنابيب “شرق-غرب” السعودي، الذي تصل قدرته إلى 7 ملايين برميل يوميًا، رغم أنه لا يعمل بكامل طاقته حاليًا.

وتمتلك الإمارات خط أنابيب “الفجيرة”، الذي يتجاوز مضيق هرمز مباشرة إلى خليج عمان، بقدرة تصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا.

ولا تزال بعض الخطوط البديلة الأخرى خارج الخدمة، مثل خط كركوك جيهان الذي ينقل النفط من شمال العراق إلى تركيا، والمتوقف منذ أكثر من عامين، إضافة إلى خط “تابلاين” السعودي القديم، الذي خرج من الخدمة منذ عقود.

تحركات احترازية وخطط طوارئ

يشير متولي إلى أن هناك خطط طوارئ قائمة بالفعل لمواجهة السيناريو الأسوأ، تشمل إنشاء مخزونات ديزل إضافية، واللجوء إلى مصادر طاقة بديلة لتأمين تشغيل المصافي والمنشآت النفطية، مضيفًا أن كل هذه البدائل لا تزال محدودة مقارنة بمرونة وسرعة التصدير عبر مضيق هرمز.



‫0 تعليق

اترك تعليقاً