قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، الكاتب الصحفي محمود مسلم، إن المدارس تمثل الأمل الحقيقي في تنمية وعي الأجيال الجديدة، خاصة في ظل تراجع أدوار العديد من المؤسسات المجتمعية الأخرى.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، اليوم الإثنين، والتي خُصصت لمناقشة عدد من الطلبات الموجهة إلى الحكومة بشأن الحالة التعليمية، ومواجهة العنف والتنمر داخل المدارس.
التنمر داخل المدارس
وأضاف مسلم، أن المدرسة تمثل المحطة التي يمر بها جميع الأطفال دون استثناء، وهو ما يحمّلها مسؤولية جسيمة في تكوين شخصية الطالب وصقل سلوكه وقيمه.
وشدد على أن إصلاح التعليم يبدأ بإصلاح أوضاع المعلمين وزيادة مرتباتهم وتحسين البيئة التعليمية، مضيفًا: “المعلم هو حجر الأساس في العملية التعليمية”.
وتابع مسلم، بقوله: “إذا صلح المعلم، صلحت المدرسة، وإذا صلحت المدرسة، صلح الوطن بأكمله، وقضايا مثل التنمر والتحرش داخل المدارس لا يمكن التعامل معها على أنها مجرد سلوكيات عابرة، بل هي انعكاسات لمشكلات مجتمعية أعمق، ويجب التعامل معها بوضوح ومباشرة وعدم تجاهل أو إنكار”.
تطوير التعليم
وطالب وزارة التربية والتعليم بتقديم بيانات دقيقة وشاملة عن أماكن وقوع جرائم التنمر والتحرش على مستوى الجمهورية، حتى يتمكن أساتذة علم النفس والاجتماع من دراسة هذه السلوكيات في بيئاتها الفعلية ووضع حلول عملية لمواجهتها.
وأشار مسلم إلى أن التقدم العلمي في مجالات العلوم الاجتماعية يمكن أن يوجه الجهود بشكل أكثر فاعلية نحو معالجة الظواهر السلبية في البيئات الأكثر عرضة لها.
وفي إطار حديثه عن تطوير التعليم، قال مسلم إن هناك حالة من الانضباط غير المسبوق في العام الدراسي الحالي مقارنة بالسنوات الماضية، مع جهود إيجابية تُبذل في تطوير المناهج التعليمية.
وأوضح رئيس لجنة الثقافة أن هذه المؤشرات تُبشر بمستقبل أكثر إشراقًا، شرط أن يتضمن التطوير منظومة متكاملة من القيم والمبادئ والسلوكيات.
ثورة في المناهج التعليمية
ودعا إلى “ثورة في المناهج التعليمية”، مشددًا على أهمية تطوير أداء المعلم وتدريبه وتأهيله ودعمه ماديًا ومعنويًا.
وحول دور الإعلام، قال إن الإعلام يؤدي دورًا مهمًا في نقل الحقيقة والتواصل الجماهيري، لكنه تراجع في التأثير على تغيير السلوكيات، في مقابل تصاعد أهمية الاتصال المباشر داخل المدرسة والمنزل والمؤسسة الدينية.
وزاد مسلم بأن القضية لا تقع على عاتق المعلم وحده، بل هي مسؤولية متعددة الأطراف تشمل الإعلام، الثقافة، الجامعات، مراكز الشباب، المجتمع الديني، والمدرسة في القلب من كل ذلك.
وعقّب رئيس مجلس الشيوخ، قائلًا إن دور الإعلام “تم اختزاله في نقل القضية فقط، بينما جرى تحميل المعلم العبء كله”، ليعود مسلم ويؤكد أن التحديات تتطلب تضافرًا حقيقيًا للجهود بين جميع مؤسسات الدولة.
وخاطب مسلم الحكومة، قائلًا: “نفسي أسمع إن الحكومة عقدت اجتماعًا موسعًا بين مختلف أجهزتها المعنية بقضية الوعي.. لا يمكن أن نظل نطالب ونطرح حلولًا بينما لم تجتمع الجهات المعنية معًا لمناقشة الظاهرة”.
وأكد أن المدارس في مقدمة الحل، قائلًا: “لأن المدرسة في قلب معركة الوعي، لو المدرسة أدت دورها التربوي والتعليمي بشكل متكامل، ستحل معظم مشكلات المجتمع”.
واختتم النائب محمود مسلم حديثه بتوجيه التحية إلى رئيس المجلس، المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، على أدائه خلال الفصل التشريعي، كما وجّه الشكر لوزير الشؤون القانونية والنيابية، المستشار محمود فوزي.