تقدّم عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الدكتور فريدي البياضي، بطلب إحاطة عاجل، إلى كل من؛ رئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، ووزير السياحة والآثار، بشأن ما تردد من معلومات وتقارير عن أعمال هدم وتجريف وقطع أشجار في الأراضي المحيطة بكنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي، إحدى أبرز محطات مسار العائلة المقدسة.
مسار العائلة المقدسة
يأتي هذا التحرك بعد أيام قليلة من طلب إحاطة قدّمه النائب ذاته بشأن المخاوف المتعلقة بمحيط دير سانت كاترين، في إشارة واضحة إلى التزامه بالدفاع عن المواقع الدينية التي تُشكّل جزءًا من الهوية التاريخية والروحية لمصر.
وقال النائب: هذا الطلب بشأن ما يُثار من معلومات وتقارير حول أعمال هدم وتجريف وقطع أشجار في الأراضي المحيطة بكنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادي، إحدى المحطات الرئيسية في مشروع “مسار العائلة المقدسة”، رغم توقيع بروتوكول تعاون رسمي بين الكنيسة ومحافظة القاهرة ووزارة السياحة في مارس 2019 لتنظيم وتطوير المنطقة.
وأضاف: يُعد مسار العائلة المقدسة أحد المشروعات ذات الطابع القومي والروحي والحضاري، ويحظى باعتراف رسمي من الفاتيكان واهتمام من منظمات دولية باعتباره تراثًا عالميًا. وتُمثّل كنيسة العذراء بالمعادي إحدى أهم محطات هذا المسار، وتُعد نقطة الربط الجغرافي والروحي بين شمال وجنوب الرحلة.
أعمال غير معلنة
وتابع: رغم توقيع بروتوكول واضح لتطوير هذا الموقع الحيوي وتنظيمه سياحيًا، فقد ترددت معلومات موثقة حول وجود أعمال غير معلنة تشمل تجريفًا وقطعًا للأشجار بالأرض المجاورة للكنيسة، دون تنسيق ظاهر مع الكنيسة أو وزارة السياحة أو الجهات المعنية بالمشروع القومي، مما يثير مخاوف حول احترام الاتفاقات الرسمية وحرمة الأماكن الدينية.
وتساءل: ما طبيعة الأعمال الجارية حاليًا بالأراضي المحيطة بكنيسة العذراء بالمعادي؟ ومن هي الجهة المنفذة؟، وهل تم احترام بروتوكول التعاون الموقع عام 2019 بين الكنيسة ومحافظة القاهرة ووزارة السياحة؟، وهل جرت هذه الأعمال بتنسيق مسبق مع الكنيسة أو وزارة السياحة؟، وما هي الضمانات الحكومية لحماية مواقع “مسار العائلة المقدسة” من أي أعمال قد تطمس هويتها الدينية والتاريخية؟وما أسباب التأخّر في تحويل هذا المسار إلى مشروع وطني متكامل يعكس مكانة مصر كمقصد روحي عالمي؟.
وقال: إن الحفاظ على هذا الموقع لا يندرج فقط في إطار حماية التراث أو السياحة، بل هو مسؤولية دستورية وقانونية وأخلاقية، وإحدى فرص مصر الكبرى لتعزيز مكانتها كأرضٍ للتسامح والتاريخ المقدس.
وأكد البياضي في تعليقه على الطلب، أن “مسار العائلة المقدسة ليس مشروعًا محليًا محدود الأهمية، بل رسالة حضارية وروحية عالمية، تتطلب أعلى درجات الالتزام والشفافية”، محذرًا من أن أي تجاوزات أو إهمال في إدارة هذه المواقع قد يُفقد مصر فرصة تاريخية في تعزيز حضورها كمقصد روحي وثقافي عالمي.