بعد غياب طويل، يتطلع نجم الوسط الإسباني وأفضل لاعب في العالم، رودري، لتسجيل بداية جديدة مع فريقه مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية.
وفي إحصائية مدهشة، لم يخسر رودري مطلقا طوال 74 مباراة مع السيتي خلال الفترة بين فبراير/شباط 2023 ومايو/آيار 2024.
وخلال تلك الفترة، بدا السيتي كآلة متكاملة لا تعرف التوقف، تحصد الألقاب الكبرى في عالم الكرة، لكن في غياب رودري، بدت تلك الآلة معطلة.
ففي 5 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاضها الفريق، بدون نجم خط وسطه القوي، خلال 15 شهرًا، تكبد الفريق 4 هزائم.
وعندما تعرّض رودري لإصابة في الرباط الصليبي الأمامي للركبة، خلال الجولة الخامسة من موسم 2024-2025، كانت بمثابة ضربة موجعة، وكان تأثير غيابه جليًا، إذ تعرض السيتي لسلسلة من النتائج السلبية، تراجع خلالها بسباق الدوري، وودع دوري أبطال أوروبا.
ومع اقتراب نهاية الموسم، استعاد السيتي، شيئًا من توازنه، محققًا 7 انتصارات و3 تعادلات في آخر 10 مباريات، مما منحه المركز الثالث في جدول البريميرليج.
Getty Images
هذه الصحوة، منحت الفريق، دفعة قوية قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية بأمريكا، كما أن عودة رودري، اللاعب الذي وصفه المدرب الإسباني بيب جوارديولا بأنه “لا يُعوّض”، منح الفريق، سببًا أكبر للتفاؤل.
وشارك رودري في 30 دقيقة خلال فوز السيتي على الوداد المغربي، الأربعاء الماضي، وقدم خلالها لمحات من تمريراته التي تفرض إيقاع اللعب، وذكائه الكروي الذي لطالما ميّزه على أعلى المستويات.
ونظرًا لأهمية رودري داخل السيتي، لم يكن مفاجئًا أن يتوخى النادي، الحذر في التعامل مع عودته.
وأكد جوارديولا أن مواطنه الإسباني لن يشارك أساسيًا في مواجهة العين الإماراتي فجر الغد، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تفاؤله بإمكانية الدفع به منذ البداية في المباريات المقبلة.
ونقل الموقع الرسمي للفيفا عن جوارديولا قوله “سنواصل حمايته، لقد مرت قرابة 9 أشهر على إصابته، وكانت فترة طويلة وصعبة، لكنه يتحسن باستمرار”.
وتابع “أعلم أنه متحمس للعب، ويريد أن يساعد الفريق، وأن يكون حاضرًا في الملعب، لكننا نفضل أن نحميه في هذه المرحلة، نعتقد أن الدقائق التي خاضها في المباراة الماضية، وربما تلك التي سيلعبها أمام العين، ستساهم في استعادته الكاملة. ونأمل أن يتمكن قريبًا من بدء المباريات من البداية”.
من جانبه، قضى النرويجي أوسكار بوب، جناح مانشستر سيتي، معظم موسم 2024-2025 على دكة البدلاء بعد تعرضه لكسر في ساقه أثناء التدريبات في أغسطس/آب الماضي، وتحدث عن كون رودري، مصدر إلهام له خلال فترة تعافيه.
وقال اللاعب الشاب، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي شارك كبديل إلى جانب رودري في الدقيقة 59 ضد الوداد “قضينا وقتا طويلا معا، وكانت مشاهدة قوته وثباته مصدر دعم كبير لي”.
وأضاف “وجود لاعب صاحب خبرة إلى جانبي، كان مفيدا للغاية، رغم أن إصابته كانت أشد من إصابتي، إلا أنه ظل محافظًا على هدوئه، وبذل كل جهده للعودة، إنه قائد حقيقي، ورائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، متعاون، ودود، ومحترف للغاية”.
كما أشاد المدافع الهولندي ناثان آكي، بشخصية رودري وحضوره داخل الفريق، وقال “أفعاله على أرض الملعب تتحدث عن نفسها، هو الذي يحافظ على توازننا، وقوته البدنية تضيف لنا الكثير”.
ونوه “من الجيد أن يحصل على دقائق لعب الآن، فهو تدرب لفترة طويلة، ولذلك من الرائع أن نراه يعود إلى الملعب، كما أنه مسيطر خارج أرض اللعب، ويتواصل مع الكثير من اللاعبين، يتحدث كثيرًا، وهو لاعب ذو أهمية كبيرة بالنسبة لنا”.
وتزداد آمال رودري في خوض أول مباراة له كأساسي منذ سبتمبر/أيلول 2024 إذا تمكن السيتي من التغلب على العين في أتلانتا، إذ سيضمن حينها التأهل إلى دور 16، بشرط عدم فوز الوداد على يوفنتوس في المباراة الأخرى ضمن المجموعة السابعة.
وأكد جوارديولا، عزم فريقه على المضي قدمًا في هذه البطولة العالمية المرموقة، مشيرًا إلى أن سيتي لا يشارك لمجرد التواجد، بل للمنافسة بقوة.