في لحظة بلغت فيها التوترات ذروتها، وكان إنتر ميلان على وشك توديع كأس العالم للأندية، بعدما تأخر أمام أوراوا ريد دايموندز الياباني، راهن المدرب الروماني كريستيان كيفو على الأرجنتيني فالنتين كاربوني، العائد من إصابة في الرباط الصليبي أبعدته عن الملاعب لمدة 8 أشهر… وكان الرهان ناجحًا بكل المقاييس.
فبعد 20 دقيقة فقط من دخوله، وتحديدًا في الدقيقة 92، سجّل كاربوني هدف الفوز الحاسم، الذي أنقذ الإنتر من الإقصاء ومنح الفريق أول انتصار في البطولة بعد التعادل في المباراة الافتتاحية أمام مونتيري المكسيكي، ليُبقي على آمال “النيراتزوري” في تصدّر المجموعة.
لم يكن قرار كيفو وليد اللحظة؛ فكاربوني، البالغ من العمر 20 عامًا، تجمعه علاقة ثقة وطيدة مع المدرب الروماني، الذي أشرف على تدريبه في فئة “البريمافيرا” (الفئات السنية) خلال موسمي 2021–22 و2022–23، وأسهم في صقل موهبته حتى وصل إلى الفريق الأول، حيث شارك في مباريات عام 2023، كما توج لاحقًا بلقب كوبا أمريكا مع منتخب الأرجنتين في 2024.
وكان الإنتر قد خطط لإعداد كاربوني على المدى الطويل، فأعاره أولًا إلى مونزا في الدوري الإيطالي، حيث خاض 32 مباراة وسجل هدفين، ثم إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي بقيادة المدرب الإيطالي روبرتو دي زيربي، ضمن مشروع طموح لاستعادته لاحقًا.
لكن إصابة في الركبة اليسرى خلال مشاركته مع الأرجنتين في أكتوبر / تشرين الأول 2024، أنهت موسمه بشكل مبكر. وفي فبراير / شباط 2025، أنهى كل من الإنتر ومارسيليا الإعارة بالتراضي، ليعود اللاعب إلى ميلانو من أجل مواصلة برنامج إعادة التأهيل.
وجاءت عودة كاربوني إلى الملاعب قوية ومؤثرة. ومع غياب ماركوس تورام بداعي الإصابة، ورحيل أرناتوفيتش وكوريا، وعدم التحاق مهدي طارمي بسبب الأوضاع في إيران، استغل كاربوني الفرصة ببراعة في مركز الوسط الهجومي، مؤكدًا نضجه التكتيكي وجرأته الفنية.
ساهم بوضوح في انتفاضة الإنتر أمام أوراوا، حيث بدأ الفريق العودة بهدف رائع من لاوتارو مارتينيز بـ”ركلة مقصية”، قبل أن يُطلق كاربوني رصاصة الرحمة بهدف قاتل، سجّله بهدوء وكأنه لم يغب 8 أشهر، مستغلًا الفوضى في منطقة الجزاء ليُوجه الكرة إلى الزاوية الوحيدة المفتوحة.
عاد كاربوني، “جوهرة” الإنتر، إلى الساحة بقوة، ويبدو أن كيفو سيعتمد عليه في ما تبقى من البطولة، على الأقل كسلاح فعّال في الشوط الثاني… سلاح قد يُحدث الفارق في اللحظات الحاسمة.